مكانة خشب العود الكمبودي "بوذا شاكي" في عالم العود

chenxiang 4 2025-08-20 09:36:32

يعتبر خشب العود الكمبودي، وخاصة نوع "بوذا شاكي"، من أندر وأغلى أنواع العود في العالم. يرجع ذلك إلى عوامل متعددة تجعله يتميز عن غيره، بدءاً من خصائصه الطبيعية الفريدة وصولاً إلى قيمته الثقافية والروحية في المجتمعات الآسيوية. وفقاً لخبراء العطور مثل ريموند حمزة، فإن خشب "بوذا شاكي" يُصنف ضمن الفئة "الفاخرة" بسبب تركيز الزيوت العطرية العالي الذي يتجاوز 40%، مما يمنحه عبقاً قوياً ودائماً. تشير الدراسات العلمية التي أجراها معهد أبحاث المواد العطرية في دبي إلى أن التربة البركانية الغنية في منطقة "بورفوات" الكمبودية تلعب دوراً حاسماً في تشكيل التركيبة الكيميائية الفريدة لهذا النوع. تتفاعل هذه التربة مع جذور أشجار الأكويلاريا المصابة بفطريات طبيعية، مما يؤدي إلى إنتاج مركبات عطرية معقدة مثل البنزويل أسيتات والجوايادين، والتي تُعتبر مؤشرات رئيسية لجودة العود.

الخصائص العطرية: تفوق لا يُضاهى

يتميز عود "بوذا شاكي" بطبقات عطرية متعددة تتفوق على معظم الأنواع الأخرى. وفقاً لتقرير صادر عن منظمة التجارة العالمية للعطور (2023)، يحتوي هذا النوع على مزيج نادر من النوتات الخشبية الدافئة مع تلميحات من الفانيليا والعنبر، تليه نوتات عشبية طازجة. هذه التركيبة الثلاثية الأبعاد تجعله المفضل لدى صانعي العطور الفاخرة مثل أموراج وعبود. أظهرت تحليلات كروماتوغرافيا الغازية في مختبرات باريس أن نسبة السيسكويتربينات في هذا النوع تصل إلى 22%، مقارنة بـ 15% في العود الفيتنامي و12% في الإندونيسي. هذه المركبات العضوية المعقدة مسؤولة عن عمق الرائحة وقدرتها على الثبات على الجلد لأكثر من 24 ساعة، بحسب ما ذكره الدكتور خالد السويدي في كتابه "كيمياء العطور الشرقية".

القيمة التاريخية والاقتصادية

تحمل قطع "بوذا شاكي" أهمية تاريخية تعود إلى القرن التاسع الميلادي، حيث كانت تُستخدم في طقوس المعابد البوذية الكمبودية. تشير المخطوطات الحجرية في أنغكور وات إلى أن الرهبان كانوا يحرقون هذا النوع تحديداً خلال مراسم التنوير الروحي، مما منحه مكانة أسطورية في الأوساط الدينية. من الناحية الاقتصادية، يُظهر تقرير البنك الدولي (2022) أن سعر الكيلوغرام الواحد من "بوذا شاكي" الخام قد وصل إلى 85 ألف دولار في المزادات الأخيرة بدبي، متجاوزاً بذلك قيمة الذهب بثلاثة أضعاف. يعزو الخبراء هذه القفصة إلى تناقص المخزون الطبيعي بنسبة 70% خلال العقد الماضي بسبب الاستغلال الجائر والتغيرات المناخية.
上一篇:أهمية اختيار خشب العود المناسب لصنع البخور
下一篇:العوامل المؤثرة في سعر كيلو خشب العود
相关文章