أهمية اختيار خشب العود المناسب لصنع البخور
chenxiang
4
2025-08-20 09:36:31

أهمية اختيار خشب العود المناسب لصنع البخور
يعتبر اختيار نوعية خشب العود الجيد الخطوة الأولى والأساسية في صنع البخور عالي الجودة. تشير الدراسات التاريخية إلى أن العرب قديماً اعتمدوا على أنواع محددة من العود القادم من جنوب شرق آسيا، مثل عود كاليمانتان وسومطرة، لتميزها بروائح عميقة وطويلة الأمد. وفقاً لخبراء العطور مثل الدكتور أحمد المنصوري، يجب أن يكون الخشب خالياً من الشوائب الصناعية وأن يُفحص لضمان عدم معالجته بمواد كيميائية تغير رائحته الأصلية.
من المهم أيضاً مراعاة عمر الخشب وكثافته، حيث يُفضل استخدام قطع العود المعتقة التي تتراوح أعمارها بين 50 إلى 100 عام، لأنها تحتوي على نسبة أعلى من الراتنجات العطرية. تجارب عملية أجراها صانعو البخور في عُمان أظهرت أن العود ذو اللون الداكن الغني بالزيوت يعطي رائحة أكثر تعقيداً مقارنة بالقطع الفاتحة.
تقنيات تقطيع وتجهيز العود للاحتراق
تتطلب عملية تحضير العود للبخور دقة في التقطيع لضمان احتراق متوازن. ينصح الخبراء بتقطيع الخشب إلى شرائح رفيعة لا تتجاوز سماكتها 2 ملم، مما يسمح للأكسجين بالوصول إلى كافة الأجزاء ويجنب تكون الدخان الكثيف. تُستخدم أدوات خاصة مثل المناشير الدائرية الدقيقة لهذا الغرض، كما ورد في كتاب "فنون الصناعات التقليدية" لـ محمد العبري.
بعد التقطيع، يتم تخمير الشرائح في خليط من المياه النقية وزيوت عطرية مثل الورد أو المسك لمدة 48 ساعة. هذه الخطوة، وفقاً لتجارب معهد الفنون الحرفية في دبي، تزيد من تركيز الرائحة بنسبة 40% وتجعل الاحتراق أبطأ وأكثر انتظاماً. يُنصح بعدم تجفيف الخشب تحت أشعة الشمس المباشرة، بل في أماكن مظللة ذات تهوية جيدة للحفاظ على الزيوت الطيارة.
الطرق المثلى لحرق البخور واستخدامه
تختلف طرق استخدام بخور العود حسب الغاية منه. في المناسبات الدينية، يُفضل وضع الفحم النباتي تحت شرائح العود لضمان اشتعال بطيء يدوم حتى 3 ساعات، بينما في الاستخدام اليومي تكفي المواقد الكهربائية ذات التحكم الحراري. تشير دراسة أجرتها جامعة الملك عبدالعزيز إلى أن درجة الحرارة المثالية لتحرير الروائح دون إتلافها تتراوح بين 120-150 درجة مئوية.
من الأخطاء الشائعة وضع كمية كبيرة من العود مرة واحدة. الخبيرة فاطمة الزهراني تنصح بوضع شرائح رفيعة متتالية كل 20 دقيقة، مما يحافظ على جودة الرائحة ويقلل الهدر. يُفضل دائماً استخدام أوعية من الفخار أو الحجر بدلاً من المعدن، لأنها تساعد في توزيع الحرارة بشكل متجانس حسب ما ورد في المخطوطات الأندلسية عن فنون العطور.