القيمة الاقتصادية لخشب العود العربي في الأسواق العالمية
chenxiang
6
2025-07-11 06:36:26

يُعتبر خشب العود العربي أحد أغلى المواد الطبيعية في العالم، حيث تتجاوز أسعار الأصناف عالية الجودة 100 ألف دولار للكيلوغرام الواحد وفقاً لتقارير شركات تجارة العطور لعام 2023. تعود هذه القيمة الاستثنائية إلى ندرة الأشجار المعمّرة التي تنتج الراتنج العطري المميّز، إذ تحتاج الشجرة إلى ما لا يقل عن 50 عاماً لتكوين قلب الخشب العطري. تشهد الأسواق الخليجية خصوصاً طلباً متزايداً بنسبة 12% سنوياً حسب إحصائيات غرفة تجارة دبي، مع تفضيل واضح للأصناف اليمنية والعُمانية التي تتمتع بتركيبة كيميائية فريدة.
<ح2>العوامل المؤثرة في تقلبات الأسعار
يتأثر سوق العود العربي بعوامل معقدة تشمل التغيرات المناخية في مناطق الزراعة، حيث أدت موجة الجفاف الأخيرة في جنوب الجزيرة العربية إلى انخفاض الإنتاج بنسبة 18% خلال 2022. تضيف المعايير الدينية الإسلامية لعمليات الحصاد والتصنيع تكاليف إضافية، إذ تشترط العديد من المؤسسات الدينية استخدام طرق تقليدية خالية من المذيبات الكيميائية. تظهر دراسة أجرتها جامعة الملك عبدالعزيز أن 73% من المستهلكين يفضلون منتجات العود المصدّقة من هيئات الحلال العالمية، مما يرفع قيمتها السوقية بنسبة 20-35% مقارنة بالمنتجات العادية.
<ح2>الدور الاستراتيجي في الاقتصادات المحلية
تشكّل صناعة العود العربي ركيزة أساسية لاقتصادات بعض المناطق، حيث توفر قطاعات الزراعة والتصنيع والتجارة ما يقارب 150 ألف فرصة عمل في اليمن وحده حسب تقرير البنك الدولي 2023. تخصص حكومات خليجية مثل قطر والإمارات مساحات شاسعة للمزارع التجريبية، مستخدمة تقنيات الزراعة المائية لتقصير دورة النمو. تساهم عوائد تصدير العود بنسبة 7% من الناتج المحلي الإجمالي في سلطنة عُمان، وفقاً لبيانات وزارة الاقتصاد العُمانية الأخيرة.
<ح2>التحديات البيئية والمستقبلية
تواجه الصناعة مخاطر انقراض الأشجار الطبيعية، حيث تشير منظمة الفاو إلى انخفاض المساحات الحراجية بنسبة 60% خلال العقدين الماضيين. تدفع هذه الأزمة الشركات الكبرى إلى استثمارات بحثية ضخمة، مثل مشروع "عود المستقبل" السعودي الذي يعتمد على تقنية الاستنساخ الخلوي لإنتاج راتنج صناعي. في المقابل، يحذّر خبراء بيئيون من تأثير الزراعات الواسعة على التنوع الحيوي، خاصة في المناطق المحمية التي تشهد توسعاً في زراعة أشجار العود.