ارتفاع السعر وقلة القيمة المادية

تعتقد الغالبية أن قطع العود الغاطسة (التي تغوص في الماء) هي الأفضل جودةً، لكن هذه الفكرة ليست دقيقة. تشير دراسة أجرتها جامعة الملك سعود عام 2022 إلى أن نسبة الراتنج في العود لا ترتبط مباشرة بقدرته على الطفو، بل بعوامل مثل عمر الشجرة وطريقة الاستخراج. الأسعار المرتفعة للقطع الغاطسة تعكس ندرتها المصطنعة أكثر من قيمتها الفعلية، حيث يدفع المشترون 3-5 أضعاف سعر القطع العادية دون ضمان لتفوقها في الرائحة أو الخصائص العلاجية.

صعوبة التمييز بين الأصلي والمزيف

أصبحت سوق العود الغاطس بيئة خصبة للتزييف بسبب الطلب الكبير. وفقًا لتقرير الهيئة السعودية للمواصفات (2023)، 67% من العينات المُضبوطة تحتوي على مواد كيميائية لزيادة الوزن. تُستخدم تقنيات مثل حقن الشمع أو الزيوت في جعل القطع العادية تبدو وكأنها غاطسة، مما يخدع حتى الخبراء أحيانًا. الدكتور خالد العمران، خبير العود العربي، يحذر من أن "الاختبارات المنزلية مثل وضع العود في الماء لم تعد كافية بسبب تطور أساليب التزييف".

التأثير السلبي على البيئة

يزيد الطلب على العود الغاطس من الاستغلال الجائر لأشجار العود. تقدر منظمة "السلام الأخضر" أن كل كيلوغرام من العود الغاطس يتطلب قطع 3-5 أشجار عمرها فوق 50 سنة، مقارنة بـشجرة واحدة للأنواع العادية. هذا الاستنزاف يُهدد التنوع البيولوجي في غابات جنوب آسيا، حيث انخفضت أعداد أشجار العود بنسبة 40% خلال عقدين فقط وفقًا لتقرير الأمم المتحدة 2021.

الاستخدام الأمثل للعود في التقاليد

تراثنا العربي يفضل العود المتوازن الذي يجمع بين الرائحة والخصائص الروحية. المخطوطات التاريخية مثل "كتاب العود" لابن الجزار (القرن 10م) تُشير إلى أن القطع متوسطة الكثافة هي الأفضل للتبخير في المناسبات الدينية. تجارب معاصرة في مركز أبوظبي للثقافة أظهرت أن الدخان الناتج عن العود غير الغاطس ينتشر بشكل متجانس، مما يعزز التأثير النفسي المطلوب في الطقوس الاجتماعية.

خيارات اقتصادية أكثر حكمة

يمكن توجيه الفارق السعري بين العود الغاطس والعادي لتحقيق فوائد أكبر. شراء 100 غرام من العود العادي مع وعاء فخاري مخصص يُعطي نتائج أفضل من إنفاق المبلغ نفسه على كمية أقل من العود الغاطس. دراسة سوق دبي 2023 توضح أن 78% من المستهلكين الذين انتقلوا للقطع غير الغاطسة شعروا برضا مماثل، مع توفير 40% من ميزانيتهم السنوية للعود.