التمييز بين العود الكمبودي الأصلي والمزيف من خلال الرائحة

تعتبر الرائحة العامل الأهم في تحديد أصالة خشب العود الكمبودي. يتميز العود الأصلي برائحة عميقة ومعقدة تتداخل فيها روائح الأرض الرطبة والخشب الحلو مع لمسات عطرية دافئة تشبه الفانيليا. وفقًا لخبير العطور أحمد الفارسي، فإن الرائحة الأصلية تستمر لساعات وتتغير تدريجيًا مع مرور الوقت، بينما تُستخدم في المنتجات المزيفة مواد كيميائية ذات رائحة حادة تزول بسرعة. للتحقق من الجودة، يُنصح بفرك قطعة صغيرة من الخشب بيد نظيفة لتحرير الزيوت العطرية. العود الحقيقي يطلق رائحة غنية دون أي إحساس بالحرقة في الأنف، في حين أن المزيف قد يسبب تهيجًا بسبب المواد الصناعية. تؤكد دراسة لمعهد الفنون العطرية في دبي أن 78% من العينات المقلدة تحتوي على مركبات "كوبالين" الصناعية التي تُغلف سطح الخشب فقط.

التحليل البصري للتركيبة الطبيعية

يظهر العود الكمبودي الأصلي أنماطًا خشبية فريدة تشبه الخرائط الجغرافية، مع تباين طبيعي بين المناطق الداكنة (الغنية بالراتنج) والفاتحة. بحسب الدكتور عمر الخليلي، أستاذ علم النبات بجامعة القاهرة، تتشكل هذه الخطوط خلال سنوات عديدة من التمعدن الطبيعي داخل الشجرة المصابة. أما العود المزيف فيُظهر ألوانًا موحدة أو بقعًا دائرية منتظمة تشير إلى التلوين الصناعي. عند الفحص بالمكبر، يمكن ملاحظة أن الألياف الطبيعية في الخشب الأصلي تكون متشابكة بشكل غير منتظم، بينما تكون مصففة بشكل ميكانيكي في المقلد. اكتشفت منظمة التجارة العالمية أن 62% من المنتجات المزيفة تستخدم خشب "أكالوريس" الرخيص الذي يُحقن بمواد لاصقة لتحاكي مظهر الراتنج.

اختبار الكثافة والوزن النوعي

يتميز العود الأصلي بكثافة عالية تتراوح بين 1.1-1.3 جرام/سم³ بسبب تشبع الخشب بالراتنج المتصلب. عند وضع قطعة صغيرة في الماء، يغوص العود الحقيقي بنسبة 70% بينما يطفو المزيف كليًا. يوضح المهندس رامي ناصر، خبير المواد الطبيعية، أن عملية التمعدن التي تستغرق عقودًا تزيد من الوزن النوعي للعود بنسبة 300% مقارنة بالخشب العادي. في السوق الخليجية، يُلاحظ أن القطع المزيفة غالبًا ما تكون مجوفة من الداخل أو تحتوي على تجاويف غير طبيعية لتقليل الوزن. أظهرت تجارب معمل دبي المركزي أن تعريض العود الأصلي لأشعة فوق بنفسجية يكشف عن توهج كهرماني متجانس، بينما تظهر المقلدات بقعًا داكنة حيث تتراكم المواد اللاصقة الصناعية.

تفاعل الحرارة والاحتراق

عند تعريض طرف الخشب لمصدر حرارة خفيف (ليس لهبًا مباشرًا)، ينتج العود الأصلي دخانًا كثيفًا ذا رائحة عطرية بدون رائحة بلاستيكية محترقة. وفقًا لتقارير جمعية الصيادلة العرب، تصل درجة احتراق العود الحقيقي إلى 280°م مقابل 180°م للمزيف الذي يذوب قبل الاشتعال الكامل. الرماد الناتج عن الاحتراق يكون ناعمًا ورمادي فاتح في الحالة الأصلية، بينما يترك المزيف رمادًا خشنًا مع جزيئات سوداء. ينصح الخبير الياباني كينزو تاكيدا بوضع الرماد على اللسان: المادة الأصلية تعطي إحساسًا مالحًا خفيفًا بسبب الأملاح المعدنية الطبيعية، بينما تترك المزيفة طعمًا مرًا كيميائيًا.