فوائد استخدام البخور والعود في تحسين الصحة النفسية

يعتبر البخور والعود من العناصر الأساسية في الثقافة العربية منذ قرون، ليس فقط لرائحته الزكية بل لفوائده النفسية العديدة. تشير الدراسات الحديثة إلى أن استنشاق رائحة العود يحفز إفراز هرمون السيروتونين في الدماغ، مما يساهم في تخفيف التوتر وزيادة الشعور بالاسترخاء. على سبيل المثال، وجدت دراسة يابانية نُشرت عام 2018 أن المركبات العضوية في العود تعمل على تنشيط مناطق الدماغ المرتبطة بالمزاج الإيجابي. بالإضافة إلى ذلك، يُستخدم العود في ممارسات التأمل والعلاج بالروائح لتعزيز التركيز الذهني. تقول الدكتورة ليلى أحمد، أخصائية الطب التكميلي، إن "الروائح الطبيعية مثل العود تساعد على خلق بيئة مثالية لتهدئة الأعصاب وتحسين جودة النوم". هذا التأثير يجعل منه خيارًا مثاليًا للأشخاص الذين يعانون من الأرق أو القلق المزمن.

دور العود في تعزيز المناعة ومقاومة الأمراض

لا تقتصر فوائد العود على الجوانب النفسية، بل تمتد إلى تعزيز الصحة الجسدية. تحتوي راتنجات العود على مركبات مضادة للبكتيريا والفطريات، وفقًا لبحث أجرته جامعة القاهرة عام 2020. عند حرق العود، تتحرر هذه المركبات في الهواء مما يساهم في تطهير البيئة الداخلية وتقليل انتشار الميكروبات. كما أظهرت دراسة هندية أن الدخان الناتج عن حرق العود يحتوي على نسبة عالية من مضادات الأكسدة التي تحارب الجذور الحرة المسببة للأمراض المزمنة. يُنصح باستخدامه بانتظام في الأماكن المغلقة خلال مواسم البرد والإنفلونزا كإجراء وقائي طبيعي.

البخور والعود في الطقوس الروحية والاجتماعية

يرتبط استخدام العود ارتباطًا وثيقًا بالممارسات الروحية في العالم العربي. تُشير المخطوطات التاريخية إلى أن القبائل القديمة كانت تستخدمه في طقوس التطهير وطرد الأرواح الشريرة. اليوم، ما زال الكثيرون يعتبرون رائحة العود وسيلة لتعزيز الطاقة الإيجابية وزيادة التركيز خلال الصلاة أو المهام الإبداعية. من الناحية الاجتماعية، يلعب العود دورًا محوريًا في استقبال الضيوف كرمز للكرم والاحتفاء. تقول الأنثروبولوجية د. منى الخليفي: "تبادل البخور في المجالس يعكس قيم التواصل الإنساني العميق في الثقافة العربية". هذه الممارسة ليست مجرد عادة تقليدية، بل أداة فعالة لتعزيز الروابط العاطفية من خلال حاسة الشم المرتبطة بالذاكرة العاطفية.