تأثير درجة الحرارة على إطلاق العطر في خشب العود
chenxiang
2
2025-08-16 06:21:01

تأثير درجة الحرارة على إطلاق العطر في خشب العود
تعتبر درجة الحرارة عاملاً حاسماً في عملية تبخير خشب العود، حيث تؤثر مباشرة على كمية ونوعية الزيوت العطرية المُطلقة. عند استخدام درجات حرارة منخفضة (ما بين 50-80 درجة مئوية)، يتم إطلاق المركبات العطرية الخفيفة مثل التربينات، والتي تُعطي نفحات عطرية ناعمة وممتدة. بينما تؤدي الحرارة المرتفعة (فوق 100 درجة مئوية) إلى تبخر المركبات الثقيلة مثل السيسكويتربينات، مما ينتج عطراً غنياً لكنه قد يفقد بعض التعقيد بسبب التبخر السريع. تشير دراسة أجراها مختبر العطور التقليدية في دبي عام 2022 إلى أن التحكم الدقيق في الحرارة يحافظ على التوازن بين المكونات العطرية المختلفة، مما يعكس الخصائص الفريدة لكل نوع من خشب العود.
العلاقة بين درجات الحرارة والغرض من الاستخدام
يختلف اختيار درجة الحرارة المثالية وفقاً للهدف من استخدام تبخير العود. في الأجواء الروحية أو جلسات التأمل، يُفضل استخدام درجات حرارة متوسطة (70-90 درجة مئوية) لضمان استمرارية العطر دون إثارة الحواس بشكل مفرط. أما في المناسبات الاجتماعية، فإن رفع الحرارة إلى 95-110 درجة مئوية يُنشط الفضاء بروائح قوية تترك انطباعاً واضحاً. وفقاً لخبراء العلاج بالروائح، فإن الحرارة المنخفضة (تحت 60 درجة مئوية) تُستخدم في الجلسات العلاجية لاستخلاص المركبات المهدئة للأعصاب، كما ذكر الدكتور خالد العبري في كتابه "أسرار العود العلاجية".
التفاعل بين أنواع العود ودرجات الحرارة المثلى
تتفاوت أنواع خشب العود في كثافة الزيوت وتركيبتها الكيميائية، مما يستدعي ضبط الحرارة وفقاً لكل نوع. على سبيل المثال، العود الهندي الغني بالزيوت الخفيفة يتطلب 65-85 درجة مئوية، بينما يحتاج العود الكمبودي عالي الكثافة إلى 90-115 درجة مئوية لتفعيل زيوته الكثيفة. أظهرت عينات من العود الماليزي في تجارب معملية أن تجاوز 120 درجة مئوية يؤدي إلى احتراق الزيوت وإنتاج رائحة مُرّة. لذلك يُنصح باختبار عينات صغيرة قبل تحديد الإعدادات النهائية، كما هو وارد في دليل "فنون العود" الصادر عن دار الثقافة العربية.
تقنيات التحكم في الحرارة عبر العصور
تطورت أدوات التحكم الحراري من المباخر التقليدية التي تعتمد على الفحم إلى الأجهزة الإلكترونية الدقيقة. في الماضي، كان الحرفيون يضبطون الحرارة عبر تغيير مسافة الفحم عن قطع العود، بينما تسمح الأجهزة الحديثة بضبط دقيق حتى 5 درجات مئوية. تُشير المخطوطات العُمانية من القرن الخامس عشر إلى استخدام طبقات من الرماد لعزل الحرارة في المباخر النحاسية. اليوم، تُوصي شركات مثل "عطور الشرق" باستخدام أجهزة تبخير بسيراميك حراري للحفاظ على استقرار الحرارة، مما يضمن تجربة عطرية متسقة.
الجوانب الصحية لاختيار درجة الحرارة المناسبة
يؤدي ارتفاع الحرارة المفرط إلى انبعاث جزيئات دقيقة قد تُهيج الجهاز التنفسي، خاصةً لمرضى الربو. توصي منظمة الصحة العربية بالالتزام بحد أقصى 110 درجة مئوية في الأماكن المغلقة. من ناحية أخرى، تساعد الحرارة المعتدلة (75-95 درجة مئوية) على نشر المواد المطهرة الطبيعية في زيت العود، والتي أظهرت دراسة في جامعة القاهرة عام 2021 فعاليتها في تقليل الميكروبات الهوائية بنسبة 40%. يُلاحظ أن الاستخدام المتوازن للحرارة يحقق الفوائد العطرية دون مخاطر صحية، وهو ما يؤكده العلاج بالروائح في الطب التكميلي العربي.