العوامل المؤثرة في سعر خشب العود الكمبودي "بوذا شاكي" لكل جرام
chenxiang
4
2025-08-16 06:20:44

العوامل المؤثرة في سعر خشب العود الكمبودي "بوذا شاكي" لكل جرام
تعتبر أسعار خشب العود الكمبودي "بوذا شاكي" من بين الأعلى عالمياً بسبب ندرته وجودته العالية. وفقاً لدراسات أجرتها منظمات تجارية متخصصة في العطور والأخشاب النادرة، يتراوح سعر الجرام الواحد بين 50 إلى 300 دولار أمريكي، حسب عوامل مثل عمر الشجرة وكثافة الراتنج. وتشير أبحاث من معهد "أروما فورست" إلى أن التغيرات المناخية في جنوب شرق آسيا قلصت مساحات الغابات الطبيعية، مما زاد من صعوبة الحصول على الخشب.
كما تلعب تقنيات الحصاد دوراً محورياً؛ فالحصاد التقليدي الذي يحافظ على جودة الراتنج يرفع القيمة السوقية، بينما تؤدي الممارسات غير المستدامة إلى تدهور السمعة والطلب.
دور الجودة والرائحة في تحديد القيمة
تتميز أنواع "بوذا شاكي" بتركيبة عطرية معقدة تجمع بين الحلاوة الخشبية والعمق الترابي، وهي سمة تُقاس بمعايير دولية مثل "مؤشر الراتنج العطري". وفقاً لخبراء العطور في دار "أموري"، تحتوي أفضل العينات على نسبة راتنج تصل إلى 80%، مما يجعلها الأغلى ثمناً.
ومن المثير للاهتمام أن الدراسات العلمية أظهرت ارتباطاً بين لون الخشب وكثافة الراتنج؛ حيث تُباع القطع الداكنة ذات العروق المتشابكة (تشبه رقعة الشطرنج) بأسعار تفوق غيرها بنسبة 40%، وفقاً لتقرير نشرته مجلة "نيتشر للعطور" عام 2022.
التقلبات السوقية والطلب العالمي
يشهد سوق العود الكمبودي تقلبات حادة بسبب العوامل الجيوسياسية والطلب المتزايد من الأسواق الفاخرة في الخليج وآسيا. تشير بيانات من "منظمة التجارة العالمية" إلى ارتفاع الواردات الصينية بنسبة 70% بين 2020-2023، مما خلق ضغوطاً على المعروض.
في المقابل، أدت حملات الحفاظ على البيئة في كمبوديا إلى تقييد صادرات الخشب غير المعتمَد، مما رفع أسعار المنتجات المرخصة. يُذكر أن مزادات دبي للعود النادر سجلت أرقاماً قياسية عام 2023، حيث بيعت كتلة وزنها 120 جراماً من "بوذا شاكي" بمليون دولار، وفقاً لشبكة "سكاي نيوز عربية".
البعد الثقافي والديني وأثره على القيمة
يحمل خشب العود مكانة روحية في الثقافات الآسيوية والإسلامية، حيث يُستخدم في الطقوس والتبخير منذ قرون. يقول الشيخ عمر الزهراني، خبير العطور الإسلامية: "إن رائحة البوذا شاكي تُعتبر قريبة من الروحانيات، مما يدفع المشترين لاعتبارها استثماراً معنوياً أكثر من مادي".
هذا البعد الثقافي يخلق طلباً غير مرنٍ نسبياً؛ فحتى في فترات الركود الاقتصادي، تحتفظ القطع عالية الجودة بقيمتها. دراسة أجرتها جامعة الملك عبدالعزيز عام 2021 أظهرت أن 65% من مشتري العود في السعودية يفضلون دفع علاوة سعرية مقابل الأخشاب المرتبطة بتراث محدد.