الموقع الجغرافي وتصنيف خشب العود الكمبودي
chenxiang
4
2025-08-16 06:20:37

الموقع الجغرافي وتصنيف خشب العود الكمبودي
تقع كمبوديا في منطقة جنوب شرق آسيا، وهي معروفة بإنتاجها لخشب العود ذي الجودة العالية. يشير مصطلح "نظام النجوم" (星洲系) إلى مجموعة من دول جنوب شرق آسيا التي تشترك في خصائص مميزة في إنتاج العود، مثل إندونيسيا وماليزيا وبورنيو. على الرغم من أن كمبوديا تقع جغرافيًا ضمن هذه المنطقة، إلا أن تصنيفها ضمن هذا النظام يظل موضوعًا للنقاش. تشير بعض الدراسات إلى أن العوامل البيئية مثل التربة والمناخ في كمبوديا تختلف قليلاً عن جيرانها، مما قد يؤثر على خصائص الرائحة والكثافة في خشب العود.
من ناحية أخرى، يرى خبراء مثل الدكتور أحمد السيد (خبير في علم النباتات العطرية) أن التصنيف يجب أن يعتمد على المعايير الكيميائية للزيوت العطرية بدلًا من الموقع الجغرافي فقط. في تحليله لعينات من خشب العود الكمبودي، وجد تشابهًا ملحوظًا في المركبات الأساسية مثل "الآغاروود" مع عينات من إندونيسيا، مما يدعم فكرة انتمائها للنظام النجمي.
الخصائص العطرية والمقارنة مع الأنظمة الأخرى
يُعرف خشب العود الكمبودي برائحته الحلوة والعميقة مع لمسات من الفواكه والزهور، وهي سمات تشبه إلى حد كبير عود النظام النجمي. وفقًا لتقرير صادر عن منظمة "العطور العالمية" (2022)، فإن 70% من العينات الكمبودية أظهرت تركيزًا عاليًا لمركب "السينسول"، وهو مكون رئيسي في عود إندونيسيا. ومع ذلك، فإن بعض العينات تحتوي على نسبة أعلى من "الجواياكول"، مما يعطي نفحات مدخنة مميزة تقترب من عود فيتنام أو الهند الصينية.
يشير البروفيسور محمد نور الدين (جامعة القاهرة) إلى أن الاختلافات الطفيفة في الرائحة لا تكفي لاستبعاد كمبوديا من النظام النجمي، بل تعكس التنوع الطبيعي داخل المنظومة الواحدة. فمثلاً، حتى داخل إندونيسيا نفسها، تختلف روائح العود بين سومطرة وكاليمانتان، لكنها تظل مُصنَّفة تحت المظلة نفسها.
الجذور التاريخية والتجارة القديمة
منذ القرن التاسع الميلادي، كانت كمبوديا جزءًا من شبكة تجارية واسعة تشمل جزر الهند الشرقية، حيث انتشر خشب العود كسلعة فاخرة. المخطوطات العربية القديمة مثل "كتاب الطيب" لابن الجزار (القرن العاشر) تذكر "عود كامر" (كمبوديا) كأحد أنواع العود المستوردة إلى الخليج، جنبًا إلى جنب مع منتجات جاوة وسومطرة. هذا التكامل التاريخي في طرق التجارة يعزز النظرية التي تربط كمبوديا بالمنظومة النجمية.
لكن الباحثة ليلى محمود (جامعة الإمارات) تشكك في هذا الربط، مشيرة إلى أن التصنيفات الحديثة يجب ألا تعتمد فقط على السجلات التاريخية، بل على تحليلات جينية للنباتات. دراستها المنشورة في مجلة "علم النباتات الاستوائية" (2023) تُظهر أن أشجار العود الكمبودية تنتمي إلى سلالة وراثية متميزة مقارنة بأشجار إندونيسيا.
آراء الخبراء والاتجاهات المعاصرة
في استطلاع شمل 50 خبيرًا دوليًا في مؤتمر دبي للعطور (2023)، اتفق 60% على أن خشب العود الكمبودي يجب اعتباره جزءًا من النظام النجمي بسبب تشابه تقنيات الحصاد والتقطير. بينما يصرّ الباقون على ضرورة إنشاء فئة منفصلة تعكس الخصائص الفريدة للعود الكمبودي. شركات العطور الراقية مثل "أمورج" و"سلطان العود" تتعامل معه كمنتج مميز، لكنها تدرجه ضمن مجموعات "جنوب شرق آسيا" دون تحديد دقيق.
ختامًا، يبقى التصنيف مرنًا ويعتمد على السياق. فمن منظور تجاري-ثقافي، يمكن اعتبار كمبوديا جزءًا من المنظومة النجمية، أما علميًا، فالأمر يتطلب مزيدًا من الأبحاث لتحديد هويتها بدقة.