أصل الشجرة والمنطقة الجغرافية
chenxiang
1
2025-08-14 09:31:40

أصل الشجرة والمنطقة الجغرافية
تعتبر جودة خشب العود الإندونيسي مرتبطة بشكل وثيق بأصل الشجرة والمنطقة التي تنمو فيها. تنتشر أشجار العود في جزر إندونيسيا مثل كاليمانتان وسومطرة وبابوا، ولكل منطقة خصائص مميزة. على سبيل المثال، خشب العود من كاليمانتان يشتهر بكثافة الراتنجات العطرية الطبيعية بسبب المناخ الاستوائي الرطب، بينما يتميز عود بابوا بلون داكن ورائحة ترابية عميقة. تشير الدراسات إلى أن التربة الغنية بالمعادن في المناطق البركانية تساهم في تكوين مركبات عطرية فريدة، مما يجعل بعض المناطق تتفوق على أخرى من حيث الجودة.
كما أن ارتفاع الأشجار عن مستوى سطح البحر يلعب دوراً حاسماً. فالأشجار التي تنمو على ارتفاعات تصل إلى 800 متر تتمتع ببطء في عملية تكوين الراتنج، مما يسمح بتكون جزيئات عطرية معقدة. خبراء صناعة العود يؤكدون أن عود جزر مالوكو الشرقية، الذي ينمو في مناطق جبلية، يعتبر من الأصناف النادرة بسبب توازن رائحته بين الحلاوة والعمق.
نوعية الراتنج وكثافته
الراتنج هو العامل الحاسم في تحديد جودة خشب العود. كلما زادت كثافة الراتنج الطبيعي داخل الخشب، ارتفعت قيمته التجارية والجمالية. يتم قياس هذه الكثافة من خلال عمر الشجرة وطريقة تكوين الراتنج، حيث تحتاج الأشجار المصابة بشكل طبيعي بالبكتيريا إلى عقود لإنتاج طبقات راتنجية سميكة. تجارب معامل التحليل العطري تظهر أن العود الإندونيسي من نوع "سوبر كنغ" يحتوي على نسبة راتنج تصل إلى 70%، مما يجعله الأفضل للاستخدام في صناعة العطور الفاخرة.
لا يمكن إغفال دور تقنيات الحصاد في الحفاظ على جودة الراتنج. الممارسات التقليدية مثل "التطعيم الطبيعي" التي تعتمدها قبائل داياك في بورنيو تؤدي إلى إنتاج راتنج أكثر نقاءً مقارنة بالأساليب الصناعية. تقارير جمعيات الصادرات الإندونيسية تشير إلى أن العود المُنتج بطريقة عضوية يحقق أسعاراً أعلى بنسبة 40% في أسواق الشرق الأوسط مقارنة بالأنواع الأخرى.
عمر التخمير وطرق المعالجة
عملية التخمير بعد الحصاد تحول الخشب الخام إلى تحفة عطرية. تحتاج أفضل أنواع العود الإندونيسي إلى تخزينها في ظروف رطوبة وتهوية مُتحكم بها لمدة تتراوح بين 5-15 سنة. خلال هذه الفترة، تتفاعل المركبات الكيميائية في الراتنج مع العوامل الجوية، مما يطور نوتات عطرية متعددة الطبقات. خبير العود أحمد سليمان يوضح أن عود توراجا المُخمر لمدة 12 سنة يكتسب رائحة كهرمانية لا توجد في الأنواع حديثة التخمير.
تختلف النتائج حسب تقنيات المعالجة. بعض المنتجين يستخدمون تقنية التبخير بالبخار لتعزيز إطلاق العطور، بينما يفضل آخرون التجفيف البطيء تحت أشعة الشمس. دراسة أجرتها جامعة بوغور الزراعية عام 2022 أثبتت أن المعالجة المزدوجة (تبخير ثم تجفيف) تزيد من تركيز مركب "الآغاروفوران" بنسبة 22%، مما يعطي رائحة دافئة ومستدامة.
التوافق مع تفضيلات السوق العربي
تتفاوت التقييمات النهائية لجودة العود حسب الثقافة العطرية للمستهلكين. في الأسواق العربية، يُفضل العود ذو الرائحة القوية والعميقة مع نوتات خشبية وحريفة. تحليل عينات من معارض دبي للعود يظهر أن أنواعاً مثل "دارو الأمير" من سولاويزي تحظى بإقبال كبير بسبب مزجها بين رائحة التوابل والخشب البنيوي.
من ناحية أخرى، تلعب العبوات دوراً في التقييم. الخبراء العرب يقدّرون قطع العود الكاملة غير المقطعة التي تسمح بفحص اتجاه الألياف وكثافة الراتنج بصرياً. تقارير تجارية من الرياض تؤكد أن 60% من المشترين يختارون العود الإندونيسي المعبأ في صناديق خشبية مرفق بها شهادات تتبع منشأ جغرافي دقيق.