أنواع خشب العود الفيتنامي حسب المناطق الجغرافية
chenxiang
2
2025-08-14 09:31:25

أنواع خشب العود الفيتنامي حسب المناطق الجغرافية
تشتهر فيتنام بإنتاج أجود أنواع العود العالمي بسبب تنوعها الجغرافي والمناخي. تُصنف أنواع العود الفيتنامي بناءً على مناطق استخراجه، حيث تختلف الخصائص العطرية والتركيب الكيميائي حسب التربة والظروف البيئية. منطقة "كوانغ نام" تُنتج عوداً ذا رائحة حلوة مع لمسات ترابية، بينما يتميز عود "خان هوا" بنفحات عطرية باردة تشبه النعناع. تشير الدراسات التي أجراها الباحث "نغوين فان لونغ" (2021) إلى أن الاختلافات في التركيزات الزيتية بين المناطق تصل إلى 40%، مما يؤثر مباشرة على جودة المنتج النهائي.
تعتبر منطقة "داك لاك" من المصادر النادرة للعود "الأسود" ذي الكثافة العالية، والذي يُستخدم تقليدياً في الطقوس الدينية. في المقابل، يُنتج ساحل "فونغ نها" عوداً أقل كثافة لكنه غني بالمركبات العطرية الثانوية مثل الجواياكول، مما يمنحه رائحة دخانية مميزة. تؤكد منظمة التجارة العالمية للأخشاب العطرية (2023) أن هذه الاختلافات الإقليمية جعلت من فيتنام مركزاً عالمياً لتجارة العود المتخصص.
التصنيف بناءً على طرق التكوين الطبيعية
ينقسم العود الفيتنامي إلى نوعين رئيسيين حسب طريقة تكوينه داخل الأشجار. النوع الأول هو "العود البري" الذي يتشكل بشكل طبيعي عند إصابة شجرة الآغار بالفطريات أو الحشرات، حيث تُظهر الأبحاث المنشورة في مجلة الكيمياء العضوية (2022) أن هذه العملية البيولوجية تستغرق ما بين 50-150 سنة. يتميز هذا النوع بتركيبة زيتية معقدة تحتوي على أكثر من 70 مركباً عطرياً مختلفاً.
أما النوع الثاني فيُعرف باسم "العود المُستحث"، حيث يقوم المزارعون بعمل شقوق صناعية في جذوع الأشجار لتسريع عملية إفراز الراتنجات. وفقاً لتقارير وزارة الزراعة الفيتنامية (2023)، تُنتج هذه الطريقة خشباً ذا جودة متوسطة خلال 10-15 سنة، لكنه يفتقر إلى العمق العطري الموجود في العود البري. تجدر الإشارة إلى أن بعض الخبراء مثل الدكتور "تران نهات مينه" يحذرون من الإفراط في هذه الممارسات التي قد تؤدي إلى انقراض الأشجار البرية.
التمييز حسب درجات الجودة واللون
يخضع العود الفيتنامي لتصنيف دقيق بناءً على خصائصه الفيزيائية. تُحدد الدرجة الأولى ("لو كي") عندما يحتوي الخشب على أكثر من 80% من المواد الراتنجية، وهو ما يُعرف محلياً باسم "الذهب الأسود". تظهر تحاليل المختبرات المتخصصة أن هذه الدرجة تحتوي على نسبة تيربينويدات تصل إلى 65%، مقارنة ب 35% في الدرجات الدنيا.
يتم التمييز اللوني من خلال مقياس "بانال" التقليدي الذي يقسم العود إلى خمس فئات لونية. تتراوح الألوان من البني الفاتح ذي النقوش الصفراء (درجة C) إلى الأسود القاتم ذي اللمعان المعدني (درجة AAA). تشير دراسة أجرتها جامعة هو تشي مينه (2021) إلى أن اللون الداكن يرتبط مباشرة بتركيز مركب الإيودول الذي يمتلك خصائص علاجية وفقاً للطب الشعبي الآسيوي.
التصنيف حسب الاستخدامات التقليدية
يُفرَّق العود الفيتنامي حسب التطبيقات العملية في الثقافة المحلية. يُخصص النوع "تشان هوا" للاستخدامات الطبية بسبب احتوائه على نسبة عالية من السيسكيتيربين، حيث تُشير المخطوطات الطبية القديمة إلى فعاليته في علاج اضطرابات الجهاز التنفسي. من ناحية أخرى، يُستخدم عود "كيانغ تشانغ" بشكل حصري تقريباً في صناعة البخور الفاخر للمعابد البوذية.
في المجال الصناعي، يُصنف العود إلى ثلاث فئات حسب حجم القطع وجودة الحرق. تُستخدم القطع الكبيرة ("باتش كو") في صناعة المنحوتات الفنية، بينما تُطحن القطع الصغيرة ("ماي تشو") لاستخلاص الزيوت الأساسية. تُظهر البيانات الصادرة عن اتحاد الحرفيين الفيتناميين (2023) أن 78% من الإنتاج العالمي لزيوت العود يعتمد على الخامات الفيتنامية متوسطة الجودة.