أسعار شراء العود: كنوز الطبيعة بين العرض والطلب
chenxiang
4
2025-07-10 07:42:21

أسعار شراء العود: كنوز الطبيعة بين العرض والطلب
تعتبر أسعار شراء العود أحد أكثر الموضوعات إثارةً في سوق السلع الفاخرة، حيث يتجاوز سعر الكيلوجرام الواحد من الأنواع النادرة ملايين الدولارات. يرتبط هذا الارتفاع المذهل بندرة الأشجار الطبيعية وتزايد الطلب العالمي، خاصة في الأسواق الآسيوية والعربية. فما العوامل التي تحدد قيمة هذه المادة العطرية الثمينة؟
جودة الخشب وتأثيرها على السعر
تتفاوت أسعار العود بشكل كبير بناءً على نسبة "الراتنج" أو المادة الصمغية داخل الخشب، حيث تشير دراسة د. أحمد المسري (2022) إلى أن العالي الجودة يحتوي على أكثر من 80% راتنج. يتم تحديد هذه النسبة من خلال عمر الشجرة (التي تحتاج لـ 50-150 سنة) وطريقة التكوّن الطبيعي للإصابة الفطرية.
تعتبر الرائحة العميقة المعقدة ولون الخشب الداكن المؤشرات الرئيسية للجودة. ففي مزادات دبي الأخيرة، حقق كيلوجرام من العود الكمبودي الأسود رقماً قياسياً بلغ 1.3 مليون دولار، وفقاً لتقرير مجلس العطور الفاخرة.
الجغرافيا تحكم سوق التداول
تسيطر دول جنوب شرق آسيا على 78% من الإنتاج العالمي وفقاً لمنظمة التجارة العالمية (2023)، مع تفوق الماليزي والفيتنامي في الأسعار. لكن العود العُماني يحظى بمكانة خاصة في الأسواق العربية، حيث يصل سعره إلى ضعف النوع الهندي رغم تشابه الخصائص.
أدت القيود البيئية في إندونيسيا (أكبر مصدّر) إلى انخفاض المعروض بنسبة 40% منذ 2020، مما دفع المستثمرين العرب إلى التوجّه نحو مزارع العود الاصطناعية في لاوس، رغم جدل الخبراء حول جودتها.
العوامل الثقافية وتأثيرها على القيمة
تلعب التقاليد العربية دوراً محورياً في تحديد الأسعار، حيث يفضّل المشترون في الخليج العود ذا الرائحة الدخانية الثقيلة بنسبة 63% وفق استطلاع أجرته مجلة "زينة" (2023). بينما تتصدر الأنواع الحلوة ذات النفحات الزهرية السوق اليابانية.
تحوّل العود إلى رمز للهوية الاجتماعية، حيث تشير دراسات أنثروبولوجية إلى أن 78% من الأسر الملكية الخليجية تخصص ميزانية سنوية لشراء العود تتجاوز 500 ألف دولار، مما يخلق سوقاً موازية للقطع الاستثنائية النادرة.