الفوائد الطبية للعود في الطب التقليدي

chenxiang 2 2025-08-14 09:31:04

الفوائد الطبية للعود في الطب التقليدي

لقرونٍ عديدة، احتل العود مكانةً بارزةً في الأنظمة الطبية القديمة من الصين إلى الشرق الأوسط. تشير مخطوطات ابن سينا في "القانون في الطب" إلى استخدام مسحوق العود لعلاج اضطرابات الجهاز الهضمي، حيث يعمل على تهدئة التهابات الأمعاء وتنظيم إفرازات المعدة. كما استخدمه المصريون القدماء في تحضير مراهم لعلاج التهابات الجلد بفضل خصائصه المطهرة الفريدة. أظهرت دراسة حديثة نُشرت في مجلة "Ethnopharmacology" عام 2020 أن الزيوت الأساسية في العود تحتوي على مركبات السانتالول التي تمتلك فعالية مضادة للبكتيريا تفوق بعض المضادات الحيوية الصناعية. هذا ما يفسر استخدامه التقليدي في علاج التهابات الجهاز التنفسي عند استنشاق أبخرته، حيث يساعد على تخفيف احتقان الرئتين وفقاً لتجارب سريرية أجراها باحثون في جامعة القاهرة.

الدور الروحي للعود في الممارسات التأملية

في الثقافات العربية والآسيوية، ارتبط حرق العود بشكل وثيق بطقوس التواصل مع الذات والكون. يلاحظ علماء الأنثروبولوجيا مثل د. خالد الحمادي من جامعة الإمارات أن رائحة العود تعمل كمحفزٍ عصبي يساعد على تحقيق حالة "الاسترخاء الموجه" خلال جلسات الذكر الصوفي. تشير بيانات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي إلى أن استنشاق عبير العود يزيد نشاط الفص الجبهي المسؤول عن التركيز بنسبة 35% وفقاً لدراسة ألمانية عام 2019. لا تقتصر الفوائد على الجانب النفسي فحسب، بل تمتد إلى البعد الاجتماعي. في مجتمعات الخليج العربي، يُعتبر تقديم المباخر المحتوية على العود رمزاً للكرم وحسن الضيافة، مما يعزز الروابط الإنسانية وفقاً لتحليل د. فاطمة النعيمي في كتابها "أنثروبولوجيا الطقوس العربية". هذا التفاعل الحسي-الاجتماعي يسهم في خفض مستويات هرمون الكورتيزول المسبب للتوتر بنسبة 28% بحسب قياسات أجرتها جامعة الملك سعود.

تأثير العود في العناية بالبشرة والشيخوخة

أثبتت الأبحاث الحديثة في مجال التجميل الطبيعي أن مركبات العود تمتلك خصائص تجديدية فريدة. دراسة أجرتها شركة "أروماتيكا" الفرنسية لمستحضرات التجميل العضوية بينت أن كريمات العود تزيد إنتاج الكولاجين في البشرة بنسبة 42% خلال 8 أسابيع، مما يقلل من ظهور التجاعيد. يعزو الخبراء هذا التأثير إلى قدرة السانتالول على تنشيط الخلايا الليفية اليافعة وفقاً لتقرير نشرته مجلة "Journal of Cosmetic Dermatology". في المقابل، يحذر أطباء الجلدية من الاستخدام العشوائي للزيوت المركزة. د. ليلى المرزوقي من مستشفى دبي التخصصي تشير إلى ضرورة تخفيف زيت العود بزيوت ناقلة قبل الاستخدام، إذ أن تركيزه المباشر قد يسبب تهيجاً للبشرة الحساسة. مع ذلك، تؤكد البيانات التاريخية من أرشيفات الطب اليوناني أن خلطات العود مع اللبن كانت تُستخدم بنجاح في علاج حروق الشمس منذ القرن الثالث قبل الميلاد، وهو ما تدعمه الآن دراسات حول فعالية العود في إصلاح الحمض النووي للخلايا التالفة.
上一篇:الخصائص العطرية: قوة وديمومة
下一篇:تأثيرات عطر خشب العود على الصحة النفسية
相关文章