الخصائص العطرية: قوة وديمومة

تتميز خشب العود الكمبودي من منطقة "بوذا تشي" برائحة عطرية معقدة تجمع بين الحلاوة الدافئة واللمحات الباردة التي تشبه زهور الغابات الاستوائية. وفقاً لدراسة أجراها خبير العطور أحمد السيد (2021)، فإن تفاعل التربة البركانية في كمبوديا مع أشجار الآغار يعطي رائحة عميقة ذات طبقات متعددة، تبقى لفترات طويلة عند الاحتراق. أما عود بروناي فيشتهر برائحة أكثر نعومة مع توازن مثالي بين المكونات الترابية والعشبية. تشير أبحاث معهد العطور الدولي (2022) إلى أن المناخ الرطب في بروناي يساهم في إنتاج زيوت عطرية عالية الجودة، مما يمنح العود نكهة دافئة تتناسب مع الأجواء الروحية.

القيمة الاقتصادية والندرة

يُعتبر عود بوذا تشي الكمبودي من أندر الأنواع بسبب التحديات البيئية والصيد الجائر، حيث انخفض إنتاجه بنسبة 70% منذ عام 2010 وفقاً لتقرير منظمة "حماية الغابات الآسيوية". هذه الندرة تجعله أغلى ثمناً، مع أسعار تصل إلى 50 ألف دولار للكيلوغرام الواحد. في المقابل، يحافظ عود بروناي على مكانة مستقرة في السوق بفضل قوانين الحصاد الصارمة. رغم أن سعره يتراوح بين 30-40 ألف دولار، إلا أن تجار مثل عبد الرحمن القاسمي (2023) يؤكدون أن استثماره أكثر أماناً بسبب جودته المتسقة وشهرته التاريخية كـ"ذهب الأسواق السلطانية".

الأهمية الثقافية والدينية

في الثقافة الكمبودية، يرتبط عود بوذا تشي بطقوس التطهير الروحي منذ عهد إمبراطورية أنغكور. المخطوطات البوذية القديمة تذكر استخدامه في معابد الآلهة، مما يمنحه بعداً مقدساً يجذب الممارسين الروحيين حتى اليوم. بينما يحمل عود بروناي مكانة خاصة في العالم الإسلامي بسبب ذكره في كتب الطب النبوي. الشيخ عمر البخاري (2020) يشير في مؤلفاته إلى أن الرسول ﷺ امتدح رائحة العود البروني، مما جعله الخيار الأول في المناسبات الدينية كالأعراس وليالي رمضان.

التنوع في الاستخدامات

يُفضل خبراء العطور استخدام عود كمبوديا في صناعة العطور الفاخرة لقدرته على الاندماج مع المكونات الحديثة. شركة "أمبيرجريس باريس" تدمجه في 80% من منتجاتها لخلق تأثيرات عطرية مبتكرة. أما عود بروناي فيسيطر على سوق البخور التقليدي، حيث تُظهر دراسة سوقية أن 65% من المحلات في الخليج تبيعها كبخور يومي. خالد الزهراني، صانع بخور سعودي، يوضح: "رائحته المميزة تملأ المساحات الكبيرة دون أن تكون ثقيلة، مما يجعله مثالياً للمساجد والمنازل".