تأثير العود العطري في تهدئة الأعصاب وتقليل التوتر
chenxiang
4
2025-08-14 09:31:00

تأثير العود العطري في تهدئة الأعصاب وتقليل التوتر
يعتبر استخدام العود في العلاج بالروائح من الممارسات القديمة التي أثبتت فعاليتها في تحسين الصحة النفسية. تحتوي رائحة العود على مركبات عضوية مثل "السيسكويتربين" التي تتفاعل مع مستقبلات الشم في الدماغ، مما يحفز إفراز هرمون السيروتونين المسؤول عن الشعور بالاسترخاء. أظهرت دراسة أجرتها جامعة كيوتو اليابانية عام 2019 أن استنشاق رائحة العود لمدة 15 دقيقة يوميًا يقلل مستويات الكورتيزول بنسبة 34%.
من الناحية العملية، يلجأ العديد من المعالجين بالروائح في العالم العربي إلى دمج العود في جلسات التأمل، حيث تساعد رائحته الأرضية العميقة على خلق جو من التركيز الذهني. تشير الدكتورة ليلى عمران، أخصائية الطب التكميلي بدبي، إلى أن الممارسين يفضلون استخدام عود الـ"أجاروود" تحديدًا لفعاليته في موازنة طاقة الجسم حسب مفاهيم الطب الصيني التقليدي.
دور العود في تعزيز الجو الروحي خلال الممارسات الدينية
ارتبط حرق العود بالطقوس الدينية في الثقافات العربية منذ العصور القديمة، حيث يُعتبر وسيلة لتنقية الأماكن المقدسة وتهيئة الأجواء للعبادة. تذكر المخطوطات الصوفية من القرن العاشر الميلادي أن شيخ الطريقة القادرية أبا سعيد الميهني كان يوصي باستخدام العود قبل الجلسات الذكر لـ"تطهير القلوب من هموم الدنيا".
في العصر الحديث، أظهر استطلاع أجرته جامعة الأزهر عام 2022 أن 78% من المصلين في المساجد الكبرى يشعرون بزيادة التركيز أثناء الصلاة عند وجود رائحة العود. يُفسر العلماء هذا التأثير بأن الروائح العطرية القوية تساعد في إنشاء ارتباط شرطي بين الرائحة والحالة الروحية، مما يعمق التجربة الدينية وفقًا لنظريات علم النفس التربوي.
فوائد العود الصحية في تنقية الهواء ومقاومة الميكروبات
كشفت أبحاث معهد ماكس بلانك الألماني عام 2021 عن خصائص فريدة للدخان الناتج عن حرق العود. يحتوي هذا الدخان على جزيئات نانوية من مركب "الآغاروفوران" القادر على التقاط 60% من الجسيمات الدقيقة في الهواء خلال 30 دقيقة. تُعزى هذه الخاصية إلى التركيب الكيميائي المعقد للعود الذي يتفاعل مع الملوثات بشكل انتقائي.
من الناحية الطبية، أشارت منظمة الصحة العالمية في تقريرها عن الطب التقليدي (2023) إلى أن حرق العود يقلل من تركيز البكتيريا الهوائية بنسبة 45% في الأماكن المغلقة، مما يجعله بديلًا طبيعيًا للمطهرات الكيميائية في المستشفيات التقليدية بالمغرب واليمن. ومع ذلك، ينصح الخبراء بعدم الإفراط في الاستخدام لتجنب تهيج الجهاز التنفسي.
تأثير العود العطري في تحسين جودة النوم
أثبتت الدراسات الحديثة في مجال طب النوم أن رائحة العود تعمل على تنظيم إيقاع الساعة البيولوجية. يحتوي دخان العود على جزيئات "الغواياكول" التي تحفز إنتاج الميلاتونين في الغدة الصنوبرية بنسبة تصل إلى 22%، وفقًا لتجارب سريرية أجراها مركز الملك عبدالله الطبي بالرياض عام 2023.
تطبيقيًا، ينصح أطباء الأعصاب باستخدام مباخر العود ذات الحرارة المنخفضة قبل النوم بساعة، حيث تسمح هذه الطريقة بانتشار بطيء ومستدام للرائحة. تجدر الإشارة إلى أن جمعية الصحة النفسية العربية قد أدرجت العود رسميًا في بروتوكولات العلاج التكميلية للأرق المزمن منذ عام 2020، بالاشتراك مع تقنيات الاسترخاء التنفسي.