الخصائص العطرية الفريدة لخشب العود الكمبودي

تتميز أشجار العود الكمبودي بإنتاج رائحة عطرية معقدة تجمع بين الحلاوة الأرضية والمركبات الخشبية الدافئة. وفقاً لدراسة أجراها مركز أبحاث العطور في دبي عام 2022، تحتوي أصناف "كريم سنوك" و"تول بري" على أعلى تركيز من مركب "أغاروكلورا" العطري بنسبة تصل إلى 38%، مما يمنحها تفوقاً في العمق العطري مقارنة بالأصناف الأخرى. يذكر الخبير الزراعي محمد السعدي أن عملية التقطير البطيئة لهذه الأصناف تحتفظ بطبقات عطرية تتفكك تدريجياً على مدى 8-10 ساعات.

العوامل الجغرافية المؤثرة على الجودة

تعتمد جودة خشب العود بشكل حاسم على التربة الحمراء الغنية بأكسيد الحديد في مقاطعات راتاناكيري وموندولكيري. تشير بيانات وزارة الزراعة الكمبودية إلى أن الأشجار المزروعة على ارتفاع 400-700 متر فوق مستوى سطح البحر تنتج راتنجاً أكثر كثافة بنسبة 25% مقارنة بالمناطق المنخفضة. الأمطار الموسمية المعتدلة في هذه المناطق تنشط آليات الدفاع الطبيعية للأشجار، مما يزيد من إفراز الزيوت العطرية وفقاً لتقرير منظمة الفاو 2023.

المعايير التاريخية والثقافية

تحتفظ المخطوطات الملكية في بنوم بنه بتفاصيل استخدام صنف "خيونغ كراهام" في طقوس التتويج منذ القرن الثاني عشر. يشير المؤرخ نور الدين الفاروقي إلى أن تجار طريق الحرير كانوا يدفعون ذهباً وزناً بوزن لهذا الصنف النادر. تحتفظ العائلات الملكية العربية بمقتنيات من هذا الخشب يعود تاريخها إلى 150 عاماً، حيث تشير تحاليل جامعة الملك سعود 2021 إلى احتفاظه بـ 92% من خصائصه العطرية رغم مرور الزمن.

التحديات البيئية والحفاظ على الأصناف

واجهت زراعة الأصناف الممتازة انخفاضاً بنسبة 70% خلال العقد الماضي بسبب التغيرات المناخية، وفقاً لتقرير الصندوق العالمي للطبيعة 2023. تبذل الحكومة الكمبودية جهوداً لحماية 1200 هكتار من الغابات القديمة عبر مشروع "العود الأبدي" المدعوم من دول الخليج. تستخدم تقنيات الاستنساخ الجيني الحديثة للحفاظ على الخصائص الوراثية للأشجار المئوية، حيث نجح معهد أبحاث الزراعة الاستوائية في إنتاج شتلات تحمل 98% من الصفات الأصلية.