هل يمكن تعريض عقد خشب العود للماء؟

يعتبر عقد خشب العود من القطع الثمينة التي يرتبط استخدامها بالثقافة العربية والتقاليد الروحية، لكن يثار تساؤل مهم: هل يؤثر تعرضه للماء على جودته وقيمته؟ تشير آراء الخبراء إلى أن الإجابة ليست مباشرة، إذ تعتمد على عوامل مثل نوع الخشب وطريقة تصنيعه. من الناحية الكيميائية، يحتوي خشب العود على زيوت عطرية طبيعية تشكل ما يصل إلى 40% من تركيبته. عند ملامسة الماء لفترات طويلة، قد تتسرب هذه الزيوت تدريجياً، مما يقلل من رائحته المميزة. دراسة أجرتها جامعة الملك سعود عام 2020 أظهرت أن التعرض المتكرر للرطوبة يخفض تركيز المركبات العطرية بنسبة 15% خلال ستة أشهر.

تأثير الماء على المتانة البنيوية

يختلف رد فعل الخشب حسب كثافته. الأنواع عالية الجودة مثل "الكنبودي" أو "الفيتنامي" تتمتع بمسامية أقل، مما يقلل امتصاص الماء.相反، قد تتشقق الأنواع الرخيصة بسبب تمدد الألياف عند البلل. من المهم ملاحظة أن الغسل السريع (مثل التنظيف بقطعة قماش مبللة) لا يسبب ضرراً جسيماً إذا جفف مباشرة. لكن النقع الطويل أو التعرض للمياه المالحة (كالبحر) يؤدي إلى تآكل السطح وتغير اللون. تقترح الحرفية نورة العتيبي استخدام زيت الجوجوبا للتنظيف كبديل آمن.

نصائح للحفاظ على العقد في المناخات الرطبة

في الدول الخليجية ذات الرطوبة العالية، ينصح بتخزين العقد في علب خشبية مبطنة بقطن طبيعي لامتصاص الرطوبة الزائدة. تجنب تعليقها في الحمامات أو بالقرب من النوافذ المفتوحة أثناء مواسم الأمطار. أظهرت تجارب مستخدمين في منتدى "أحباب العود" أن وضع كيس من هلام السيليكا داخل حافظة العقد يقلل نسبة الرطوبة بنسبة 70%. كما ينصح الخبراء بتعريض العقد لضوء الشمس غير المباشر لمدة 10 دقائق أسبوعياً لمنع تكون العفن. الخلاصة تكمن في التوازن: بين الحفاظ على الطقوس الروحية المرتبطة بغسل الأيدي بالعود، وبين الفهم العلمي لخصائص المادة. الوعي بهذه التفاصيل يحول القطعة من مجرد إكسسوار إلى تراث مستدام.