تعتبر المنشأ الجغرافي للعود عاملاً حاسماً في تحديد جودته. تُنتج دول مثل فيتنام وكمبوديا وإندونيسيا بعضاً من أفضل أنواع العود بسبب الظروف المناخية المثالية وخصوبة التربة. تشير دراسة أجرتها جامعة كيوتو (2018) إلى أن أشجار العود في جنوب شرق آسيا تحتوي على نسبة زيت تصل إلى 40% مقارنة بمناطق أخرى. يتميز العود الفيتنامي بتركيبة عطرية معقدة تدوم لساعات طويلة، بينما يُشتهر العود الهندي برائحته الترابية الدافئة المناسبة للاستخدام الروحي. يؤكد الخبير العطري د. خالد الفارسي أن "الجودة العليا تتطلب عمراً يزيد عن 50 عاماً لشجرة الأكويلاريا لتكوين الزيوت الأساسية بكثافة". يجب على المستهلكين البحث عن شهادات المنشأ المعتمدة من منظمات مثل الاتحاد الدولي للعود لتجنب المنتجات المقلدة.

أنواع الروائح وتناسبها مع الأجواء

تنقسم العطور الأساسية للعود إلى ثلاث فئات: الحلوة (مثل العود الملكي)، والخشبية (كالعود الكمبودي)، والمختلطة (كالمزيج مع الورد أو العنبر). تُفضل الروائح الحلوة في المناسبات الاجتماعية المسائية لقدرتها على خلق جو من البهجة، بينما تناسب الروائح الخشبية جلسات التأمل بسبب تأثيرها المهدئ. تشير مجلة "ثقافة العطور العربية" (2021) إلى أن 68% من المستخدمين يفضلون تغيير نوع العود حسب الفصل. ففي الشتاء تُستخدم الأنواع الثقيلة الغنية بالراتنجات، بينما تتفوق العطور الخفيفة ذات النوتات الحمضية في الصيف. تجربة العطور الشخصية قبل الشراء ضرورية، حيث يختلف تفاعل الجلد مع المركبات العطرية بين الأفراد.

طريقة التصنيع وتأثيرها على الجودة

تؤثر تقنيات الاستخلاص بشكل جذري على القيمة العطرية. تُنتج طريقة التقطير البخاري التقليدية زيوتاً أنقى لكنها أقل غزارة، بينما تعطي طريقة الغمر الكحولي كثافة عطرية أعلى مع احتمالية تغيير في التركيبة الكيميائية. تحذر جمعية حماية المستهلك الخليجية من المنتجات التي تحتوي على مواد حافظة صناعية مثل البارابين التي تقلل من عمر العطر الزهري. أظهرت تحاليل مخبرية أجرتها شركة SGS أن العود الطبيعي 100% يحتفظ بــ 92% من خصائصه العطرية بعد 5 سنوات، مقارنة بــ 60% فقط للمنتجات المخلوطة. ينصح الخبراء بتخزين العود في عبوات زجاجية معتمة بدرجة حرارة 15-20 مئوية للحفاظ على جودته.