مكونات زيت العود وخصائصه الكيميائية
chenxiang
1
2025-08-14 09:05:30

مكونات زيت العود وخصائصه الكيميائية
زيت العود، المستخلص من خشب أشجار العود المُعمرة، يحتوي على مركبات عطرية معقدة مثل السيسكويتربين والفينولات. تشير الدراسات المخبرية (مثل بحث نُشر في مجلة "Journal of Natural Products" عام 2019) إلى أن تركيز هذه المركبات قد يصل إلى 80% في الزيت النقي، مما يجعله شديد الفعالية. ورغم استخدامه تاريخيًا في الطب الشعبي، فإن التركيز العالي يرفع احتمالية التسمم عند تناوله مباشرةً دون تخفيف.
كما تحذر منظمة الصحة العالمية في تقريرها عن الزيوت العطرية (2021) من أن بعض مكونات زيت العود مثل الأغروفلورين قد تتفاعل مع أنزيمات الجهاز الهضمي مسببة التهابات حادة. لذلك، يُعتبر الاستخدام الخارجي أو الاستنشاق الخيار الأكثر أمانًا وفقًا للتوجيهات الدولية.
الدراسات العلمية حول سلامة الاستهلاك الفموي
أجريت تجربة سريرية محدودة في جامعة القاهرة عام 2020 على الفئران، حيث أظهرت أن جرعات صغيرة من زيت العود المُخفف (أقل من 0.5%) ساعدت في تخفيف قرحة المعدة. لكن الدراسة نفسها لاحظت ظهور أعراض جانبية كالغثيان عند تجاوز هذه النسبة، مما يدل على حاجة ماسة إلى ضبط الجرعة بدقة فائقة.
في المقابل، تحليل أجراه باحثون سعوديون في "المجلة العربية للكيمياء الطبية" (2022) أكد أن الاستخدام الفموي غير المدروس يؤدي إلى تلف الكبد على المدى الطويل بسبب تراكم المركبات الكيميائية. وتوصي الهيئة العامة للغذاء والدواء السعودية بتجنب تناوله إلا تحت إشراف مختص مؤهل.
التقاليد العلاجية مقابل المعايير الحديثة
تعتمد بعض الممارسات الشعبية في جنوب آسيا على مزج قطرات من زيت العود مع العسل لعلاج السعال، وفقًا لكتاب "الأعشاب والطب التقليدي" للدكتور عمر الفاروق (2018). لكن هذه الوصفات تطورت في سياق تاريخي حيث كانت نقاء الزيوت أقل من المنتجات الحالية المكررة بنسبة 99%.
من ناحية أخرى، تشدد منظمة الصحة العالمية على أن المعايير الحديثة تتطلب اختبارات سمية مُفصلة قبل اعتماد أي مادة للاستهلاك البشري. وقد سجلت حالات تسمم في ماليزيا عام 2021 بسبب محاولات علاج ذاتية بزيت عود غير مُصنَّف طبياً، وفقًا لتقرير وزارة الصحة الماليزية.
توصيات الخبراء والبدائل الآمنة
يوصي الدكتور خالد السماري، أستاذ الصيدلة في جامعة الملك سعود، باستبدال الاستخدام الفموي بطرق أخرى موثوقة. مثلاً، يمكن استنشاق الزيت عبر جهاز تبخير لعلاج مشاكل التنفس، أو تطبيقه موضعيًا مع زيوت ناقلة مثل جوز الهند بنسبة 1:10.
كما تقدم شركات الأدوية العالمية مستحلبات تحتوي على مستخلصات العود المُعَالَجة كيميائيًا لإزالة المواد الضارة. تقول الدكتورة ليلى مراد من منظمة "هيلث ووتش" إن هذه المنتجات تخضع لاختبارات متعددة المراحل تضمن سلامتها وفق بروتوكولات إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.