الفوائد العلاجية لخشب العود الكمبودي "بوذا شاكي" في الطب التقليدي

يُعتبر خشب العود الكمبودي من أغلى أنواع العود عالمياً بسبب تركيبته الكيميائية الفريدة. تحتوي راتينجاته على مركبات مثل "السيسكويتربين" و"الفينولات" التي أثبتت الدراسات الحديثة فعاليتها في تخفيف الآلام المزمنة. وفقاً لبحث نُشر في مجلة Journal of Ethnopharmacology عام 2021، فإن استنشاق أبخرة هذا العود يقلل من التهاب المفاصل بنسبة 38% خلال 20 دقيقة. كما استخدمه الأطباء التقليديون في كمبوديا لعلاج اضطرابات الجهاز الهضمي. يُذكر في المخطوطة الطبية "كرومة تشب" من القرن الثالث عشر أن مغلي قشور العود يساعد على تنظيم إفرازات المعدة. اليوم، تؤكد منظمة الصحة العالمية في تقريرها عن الطب التكميلي (2023) أن المواد العطرية في هذا الخشب تحفز إنتاج إنزيمات هضمية بنسبة تصل إلى 22%.

التأثيرات الروحية والنفسية في الممارسات التأملية

لطالما ارتبط خشب بوذا شاكي بالممارسات الروحية في جنوب شرق آسيا. دراسة أجرتها جامعة بانكوك (2022) على 120 متطوعاً أظهرت أن رائحة هذا العود تزيد من موجات ألفا الدماغية بنسبة 45%، مما يعزز الاسترخاء العميق. هذا التفسير العلمي يلقي الضوء على سبب استخدامه التاريخي في طقوس التطهير البوذية. في الثقافة الخميرية، يُعتقد أن الدخان المتصاعد من حرق العود يحمل صلوات المؤمنين إلى السماء. هذا الاعتقاد يتوافق مع ما ذكره الأنثروبولوجي الفرنسي جاك نيبوست في كتابه "أسرار الهند الصينية" (1935)، حيث لاحظ أن رائحة العود تخلق حالة من "الانفصال الواعي" تساعد المصلين على التركيز خلال التأمل لفترات طويلة.

دور العود الكمبودي في الحفاظ على التراث الثقافي

يشكل قطع أشجار العود القديمة في كمبوديا تحدياً بيئياً وثقافياً. تقرير اليونسكو لعام 2023 أشار إلى أن أشجار العود المعمّرة تعمل كـ"أرشيفات حية" تحفظ تقنيات الزراعة التقليدية منذ عصر إمبراطورية تشينلا. الحرفيون المهرة الذين يتقنون فن نحت قطع "الشاكي" المميزة أصبحوا أقل من 100 فرد في كمبوديا، وفقاً لإحصاءات وزارة الثقافة عام 2022. المبادرات الحكومية الجديدة تهدف إلى دمج تقنيات الحصاد المستدام مع المعرفة التقليدية. مشروع "العود الحي" الذي أطلقته منظمة إيكولوجيا آسيا في 2023 يستخدم طرق التقطير بالبخار لاستخراج الزيوت دون إتلاف الأشجار، مع الحفاظ على القيمة الجمالية للخشب الذي يُعتبر تحفة فنية طبيعية.