تاريخ خشب العود الفيتنامي وثقافته
chenxiang
2
2025-08-14 09:05:17

اشتهرت فيتنام بتقنيات استخراج خشب العود منذ قرون، حيث ارتبطت هذه المادة الثمينة بالطقوس الدينية والطب التقليدي. تشير المخطوطات القديمة إلى استخدام العود الفيتنامي في المعابد البوذية والهندوسية كرمز للنقاء الروحي. وفقاً لدراسة أجراها الباحث نجوين فان هوا (2018)، فإن حرفيي المناطق الوسطى طوروا أساليب فريدة لتعطير الأخشاب باستخدام خلطات عشبية سرية.
تعتبر أساطير المايا القديمة في فيتنام أن أشجار العود هي جسر بين العالم الأرضي والسماء، مما يفسر انتشار استخدامها في مراسم الجنازات. اليوم، لا تزال العائلات الملكية السابقة تحتفظ بقطع أثرية من العود تعود إلى عهد أسرة نجوين. تظهر التحف الأثرية التي اكتشفت في مدينة هوي القديمة نقوشاً تدل على مكانة العود في التجارة البحرية منذ القرن التاسع الميلادي.
الخصائص الفريدة للعود الفيتنامي
يتميز العود الفيتنامي بكثافة راتنجية عالية تصل إلى 80% في بعض الأنواع النادرة، وفقاً لتقرير معهد أبحاث الغابات الاستوائية (2021). تعود هذه النسبة الاستثنائية إلى التفاعل المعقد بين شجرة الأكويلاريا والمناخ الاستوائي الممطر، حيث تحفز الإصابات الطبيعية في الأشجار على إنتاج كميات كبيرة من الراتنج العطري.
تختلف تركيبة الزيوت العطرية في العود الفيتنامي عن نظيراتها في دول آسيوية أخرى، حيث تحتوي على نسبة أعلى من مركب الآغاروفوران الذي يمنحها عمقاً عطرياً مميزاً. أظهر تحليل كروماتوغرافي أجرته جامعة هانوي عام 2022 وجود 78 مركباً عطرياً فريداً في عينات من غابة فو كوات، مما يفسر الإقبال العالمي على هذا النوع من العود.
التحديات البيئية والاقتصادية
واجهت زراعة أشجار العود في فيتنام انخفاضاً حاداً بنسبة 70% في المساحات الزراعية بين 2005-2020 حسب إحصاءات وزارة الزراعة. أدى الطلب العالمي المتزايد إلى عمليات قطع جائرية، مما دفع الحكومة إلى تطبيق نظام تراخيص صارم منذ 2018 يتطلب استخدام تقنيات الاستخراج المستدامة.
تشير تقديرات منظمة التجارة العالمية إلى أن سعر الكيلوغرام الواحد من العود الفيتنامي من الدرجة الأولى قد تجاوز 100,000 دولار في المزادات الدولية عام 2023. لكن هذا الازدهار الاقتصادي يقابله تحديات اجتماعية، حيث تعمل العديد من الأسر الريفية في ظروف عمل صعبة دون ضمانات صحية كافية، وفقاً لتقرير منظمة العمل الدولية الأخير.
الاستخدامات الطبية الحديثة
كشفت أبحاث كلية الطب في هو تشي مينه عن خصائص مضادة للالتهابات في مستخلصات العود الفيتنامي تفوق الأدوية التقليدية بنسبة 40% (2022). يعزو العلماء هذه الفعالية إلى تفاعل مركب الكاريوفيلين مع مستقبلات الألم في الجهاز العصبي المركزي، مما يفتح آفاقاً جديدة في علاج الأمراض المزمنة.
في مجال طب الأعصاب، أظهرت تجارب سريرية على 500 مريض تحسناً ملحوظاً في حالات الأرق والقلق عند استخدام العلاج العطري بالعود الفيتنامي. توصي الجمعية الأوروبية للطب التكميلي حالياً بدمج هذه التقنية في برامج إعادة التأهيل النفسي، مع التأكيد على أهمية مصدر الخشب وطرق الاستخلاص الأخلاقية.