جودة الخشب ومستوى العطر

تعتبر جودة خشب العود الإندونيسي العامل الأكثر تأثيرًا في تحديد سعر السبحة. يُصنَّف خشب العود بناءً على كثافة الزيوت العطرية الطبيعية، حيث تتراوح النسبة بين 15% إلى 60% وفقًا لتقارير خبراء العطور الآسيويين مثل د. أحمد المنصوري. كلما ارتفعت نسبة الزيوت، زادت قيمة القطعة بسبب شدة رائحتها المميزة وقدرتها على الاستمرار لعقود. تحتوي السبحة عالية الجودة على عقد داكنة اللون تميل إلى البني الغامق أو الأسود، مع سطح أملس يشبه الشمع. تختلف الأسعار أيضًا حسب عمر الشجرة، حيث يُباع خشب الأشجار التي يتجاوز عمرها 100 عام بأسعار تفوق مثيلاتها الأصغر سنًا بثلاثة أضعاف. تشير دراسات السوق إلى أن السبحة المصنوعة من خشب "كاليمانتان" النادر تصل قيمتها إلى 5000 دولار، بينما تبدأ المنتجات العادية من 200 دولار للقطعة الواحدة.

التأثيرات الجغرافية للمناطق الإندونيسية

تتنوع خصائص العود الإندونيسي بشكل كبير بين الجزر والمناطق، مما ينعكس مباشرة على التسعير. تُعد جزر مثل سومطرة وسولاويسي الأشهر في إنتاج العود ذي الرائحة الحلوة ذات النغمات الدافئة، والتي يفضلها المجتمع الخليجي وفقًا لاستبيان أجرته مجلة "ثقافة العطور" عام 2022. تصل أسعار السباحات من هذه المناطق إلى 3000 دولار للقطعة الواحدة. في المقابل، تنتج مناطق مثل بابوا خشبًا ذا رائحة ترابية مع لمسات عطرية حادة، يناسب الأذواق الأوروبية بشكل أكبر. تُباع هذه القطع بأسعار تتراوح بين 800-1500 دولار، مع وجود اختلافات في النمط الهندسي للنقوش التي تضيف قيمة فنية تصل إلى 30% من السعر الإجمالي حسب تقييمات صاغة المجوهرات.

عوامل التصنيع والحرفية

تستهلك عملية نحت السبحة الواحدة ما بين 20-50 ساعة عمل متخصصة، حيث يؤكد الحرفي الإندونيسي محمد جاسم أن الدقة في تشكيل العقد دون إتلاف الزيوت الداخلية تتطلب مهارة استثنائية. تحتوي القطع الحرفية على تفاصيل مثل النقوش القرآنية أو الزخارف الهندسية التي ترفع السعر بنسبة 40% مقارنة بالتصاميم البسيطة. تختلف تكاليف التصنيع أيضًا حسب أدوات النحت المستخدمة، حيث تعتمد الورش الفاخرة على أدوات يدوية تقليدية من الفضة، بينما تستخدم المصانع الصغيرة معدات كهربائية تقلل من القيمة الفنية. تشير بيانات من اتحاد الحرفيين الإندونيسيين إلى أن السباحة المصنوعة يدويًا تُباع بسعر متوسط يبلغ 1800 دولار، مقابل 600 دولار للقطع الإنتاجية الجماعية.

الندرة والطلب العالمي

أصدرت منظمة التجارة العالمية تقريرًا عام 2023 يشير إلى انخفاض إنتاج العود الإندونيسي بنسبة 7% سنويًا بسبب القيود البيئية، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار التاريخية بنسبة 12% خلال عامين. تتحكم قوانين حماية الأشجار في مقاطعات مثل آتشه بكميات التصدير المسموح بها، مما يخلق سوقًا سوداء تُباع فيها القطع النادرة بأسعار تصل إلى 8000 دولار. يزداد الطلب بشكل خاص على السباحات التي تحمل شهادات منظمات مثل CITES، والتي تضمن مصادرتها بشكل قانوني ومستدام. تُظهر بيانات المزادات الدولية في دبي أن القطع المعتمدة تباع بأسعار تفوق غير المعتمدة بنسبة 65%، مع وجود طلبات شراء مسبقة من جامعي التحف الأثرياء.