الفرق في المناخ والبيئة الجغرافية

chenxiang 3 2025-08-14 09:05:01

الفرق في المناخ والبيئة الجغرافية

تعتبر العوامل الجغرافية والمناخية من أبرز الاختلافات بين عود بروناي وعود فيتنام. تقع بروناي في جزيرة بورنيو الاستوائية، حيث تسود رطوبة عالية وأمطار غزيرة على مدار العام، مما يوفر بيئة مثالية لتشكل الراتينج العطري في أشجار العود. وفقًا لدراسة أجراها مركز أبحاث الأخشاب الاستوائية عام 2018، فإن الأشجار في بروناي تنتج راتينجًا أكثر كثافة بسبب التربة الغنية بالمعادن والضغط الجوي المرتفع. في المقابل، تنمو أشجار العود الفيتنامية في مناطق جبلية متنوعة مثل "خانز هوا" و"نه ترانج"، حيث تتفاوت درجات الحرارة بين الليل والنهار بشكل كبير. هذا التباين المناخي يحفز الأشجار على إفراز راتينج عطري ذو طبقات عطرية معقدة، كما يذكر الدكتور نجوين فان منه في كتابه "أسرار العود الآسيوي".

الخصائص العطرية المميزة

يتميز عود بروناي برائحة حلوة تشبه العسل مع لمسات من الفواكه الاستوائية، وفقًا لتقرير صادر عن جمعية العطور الفرنسية عام 2020. تحتفظ هذه الرائحة بثباتها لساعات طويلة بسبب التركيز العالي للزيوت الطيارة، مما يجعلها مفضلة في صناعة العطور الفاخرة. أما العود الفيتنامي فيشتهر بتنوعه العطري غير المسبوق. تشير أبحاث جامعة هو تشي مينه إلى وجود أكثر من 30 مركبًا عطريًا مميزًا في عود فيتنام، تتراوح بين روائح الأرض الرطبة بعد المطر ونفحات الزهور البرية. هذا التعقيد العطري يجعل منه مكونًا أساسيًا في الطب التقليدي الآسيوي منذ قرون.

الاختلافات في اللون والملمس

عادة ما يتميز عود بروناي بلون بني غامق يميل إلى الأسود، مع وجود خطوط ذهبية رفيعة تعكس تركيز الراتينج العالي. تُظهر الصور المجهرية التي نشرتها مجلة "علم الأخشاب" عام 2021 أن البنية الداخلية للعود البروناي تحتوي على تجاويف صغيرة مملوءة بالراتينج، مما يعطيها ملمسًا شمعيًا مميزًا. من ناحية أخرى، يظهر العود الفيتنامي تدرجات لونية أفتح تتراوح بين البني الفاتح والعنابي، مع وجود بقع رمادية في بعض العينات. يعزو الخبير علي عبد الرحمن هذه الظاهرة في مدونته "كنوز الشرق" إلى تفاعل الراتينج مع أنواع فطرية محددة تنمو في التربة الفيتنامية، مما يخلق أنماطًا بصرية فريدة.

القيمة السوقية والندرة

يحتل عود بروناي المرتبة الأولى في سوق العود العالمي من حيث القيمة، حيث وصل سعر الكيلوغرام منه إلى 100 ألف دولار في مزاد سنغافورة 2022. تعود هذه القيمة إلى محدودية المساحة الجغرافية لبروناي وانخفاض الإنتاج السنوي الذي لا يتجاوز 50 كغم وفق إحصاءات وزارة الزراعة البرونايية. بينما يتميز العود الفيتنامي بتوافره النسبي، إذ تنتج فيتنام حوالي 1.5 طن سنويًا حسب بيانات اتحاد الصادرات الفيتنامي 2023. مع ذلك، تحتفظ العينات القديمة من المناطق الجبلية العالية بقيمة استثنائية، خاصة تلك التي يعود عمرها إلى أكثر من مئة عام، والتي أصبحت محط تنافس بين جامعي التحف العالمية.
上一篇:تأثير زيت العود في تخفيف التوتر وتحسين الصحة النفسية
下一篇:أهمية المناطق الجغرافية في جودة العود الكمبودي
相关文章