تركيز 5% من مادة DEET: هل يعتبر آمنًا للاستخدام اليومي؟
chenxiang
2
2025-08-14 09:04:54

تركيز 5% من مادة DEET: هل يعتبر آمنًا للاستخدام اليومي؟
تعتبر مادة DEET (ثنائي إيثيل تولواميد) واحدة من أكثر المواد الفعّالة في طرد البعوض والحشرات، لكن التساؤلات حول سلامتها لا تزال قائمة. تشير الدراسات إلى أن تركيز 5% يُعد خيارًا مناسبًا للاستخدام اليومي، خاصةً للأطفال والأشخاص ذوي البشرة الحساسة. وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، هذا التركيز يوفر حماية لمدة تصل إلى 4 ساعات دون التسبب في تهيج جلد ملحوظ. كما أن وكالة حماية البيئة الأمريكية (EPA) صنفت DEET بأنه "غير مسبب للسرطان" عند استخدامه وفقًا للإرشادات.
ومع ذلك، يجب مراعاة عوامل مثل تكرار الاستخدام وطريقة التطبيق. تطبيق المادة على الملابس بدلًا من الجلد مباشرةً يقلل من الامتصاص عبر الجلد، مما يحد من التعرض الداخلي للمادة الكيميائية. أظهرت دراسة نُشرت في مجلة "علم الأحياء الطبية" أن الاستخدام المعتدل لتركيز 5% لا يؤدي إلى تراكم سام في الجسم، مقارنةً بتركيزات أعلى مثل 30% التي قد تسبب آثارًا جانبية عند الإفراط فيها.
التأثيرات المحتملة على الفئات الحساسة
على الرغم من أن تركيز 5% يُعتبر آمنًا بشكل عام، إلا أن بعض الفئات مثل الحوامل والأطفال دون سن السنتين تحتاج إلى احتياطات إضافية. توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بعدم استخدام DEET على الرضع دون شهرين، بينما يمكن للأطفال فوق 6 أشهر استخدامه بتركيزات منخفضة تحت إشراف الكبار. دراسة أجرتها جامعة "كولومبيا" عام 2020 أشارت إلى أن التعرض المحدود لمادة DEET بتركيز 5% لم يُظهر تأثيرات سلبية على النمو العصبي للأجنة في الحيوانات المخبرية.
لكن الخبراء يحذرون من خلط DEET مع مواد كيميائية أخرى مثل واقيات الشمس، لأن ذلك قد يزيد من امتصاص الجلد للمواد الضارة. بدلًا من ذلك، يُفضل تطبيق الواقي الشمسي أولًا، ثم استخدام DEET بعد 20 دقيقة. هذه الممارسة تقلل التفاعلات غير المرغوب فيها وتحقق التوازن بين الفعالية والسلامة.
المقارنة مع البدائل الطبيعية: أيهما أفضل؟
يشهد سوق المواد الطاردة للحشرات انتشارًا واسعًا للبدائل الطبيعية مثل زيت الليمون أو الأوكالبتوس، لكن فعاليتها تبقى محدودة مقارنةً بDEET. وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض (CDC)، المواد الطبيعية توفر حماية لمدة لا تتجاوز ساعتين، مما يجعلها غير عملية في المناطق الموبوءة بالبعوض. في المقابل، يوفر DEET بتركيز 5% حماية أطول مع مخاطر أقل عند الالتزام بالتعليمات.
من ناحية أخرى، يُفضل بعض المستخدمين المواد الطبيعية لتجنب الروائح القوية أو الإحساس باللزوجة المصاحب لبعض منتجات DEET. لكن الخبراء يؤكدون أن الفعالية تظل المعيار الأهم في المناطق التي تنتشر فيها أمراض مثل الملاريا أو حمى الضنك. هنا، يصبح DEET خيارًا ضروريًا حتى بتركيزات منخفضة، حيث توازن بين السلامة والضرورة الصحية.
الإرشادات الأساسية لتحقيق أقصى قدر من الأمان
لضمان الاستخدام الآمن لDEET بتركيز 5%، يجب اتباع إرشادات محددة. أولًا، تجنب تطبيقه على الجروح أو المناطق حول العينين والفم. ثانيًا، يوصى بغسل الجلد بالماء والصابون عند العودة إلى الداخل لإزالة أي بقايا من المادة. ثالثًا، تخزين المنتج في مكان بعيد عن متناول الأطفال لتفادي الحوادث العرضية.
أخيرًا، يجدر بالمسافرين إلى المناطق الاستوائية استشارة طبيب قبل الاعتماد على DEET لفترات طويلة، خاصةً إذا كانوا يعانون من حالات جلدية مزمنة. بهذه الإجراءات، يصبح التركيز المنخفض من DEET أداة فعّالة دون التضحية بالسلامة الشخصية.