الروائح الزهرية في عود الفيتنامي
chenxiang
2
2025-08-14 09:04:38

الروائح الزهرية في عود الفيتنامي
تتميز أنواع العود الفيتنامي بروائح زهرية متنوعة، مثل رائحة الياسمين والأوركيد. تنتج هذه الروائح عن تفاعل المركبات العضوية في الأشجار مع العوامل البيئية مثل الرطوبة ودرجات الحرارة. تشير الدراسات الكيميائية إلى أن مركبات "السيسكويتربين" تلعب دوراً رئيسياً في تكوين الروائح الزهرية، حيث تتفاعل مع البكتيريا خلال عملية التبلور الداخلي للخشب. يستخدم هذا النوع من العود بشكل شائع في صناعة العطور الفاخرة بسبب ندرته وتأثيره المهدئ على الحواس.
يُعتبر عود "هوينغ" من أبرز الأمثلة على الروائح الزهرية، إذ يجمع بين حلاوة الفواكة ونعومة الأزهار. وفقاً لتجار العود التقليديين في جنوب شرق آسيا، فإن جودة الرائحة تتفاوت بناءً على عمر الشجرة ومدى تعرضها للإجهاد البيئي، مما يزيد من تركيز الزيوت العطرية.
الروائح الحارة والترابية
تظهر في بعض أنواع العود الفيتنامي روائح حارة تشبه خليط الفلفل والقرنفل، مصحوبة بلمسات ترابية عميقة. هذه الخصائص تنشأ من الأشجار التي تنمو في المناطق الجبلية الغنية بالمعادن، مثل مقاطعة "كوانغ نام". تُظهر التحليلات المجهرية أن الخشب المُصاب بشكل طبيعي يطور تراكيب كيميائية معقدة، كالـ"بينين" والـ"ليمونين"، المسؤولة عن الإحساس الدافئ.
يشير الخبير الياباني "تاكاشي واتانابي" في كتابه "أسرار العود الآسيوي" إلى أن الروائح الترابية ترتبط بدرجة تخمير الراتنج داخل التربة. ففي عود "كيان جيانغ"، مثلاً، تكتسب الرائحة عمقاً بعد دفن الخشب لسنوات تحت طبقات الطين البركاني، مما يضفي طبقة دخانية فريدة.
الروائح الحلوة والمركبة
تشتهر مناطق مثل "نه ترانغ" بإنتاج عود ذي رائحة حلوة تشبه العسل أو السكر البني، مع تلميحات من الفانيلا. تعتمد هذه الحلاوة على نسبة مركبات الـ"فينول" التي تزداد كلما طالت مدة تعرض الشجرة للعدوى الفطرية. تُستخدم هذه الأنواع في الطقوس الدينية والعلاج بالروائح، لقدرتها على تحسين التركيز وتقليل التوتر.
من ناحية أخرى، يمتاز عود "تاي نينه" بروائح مركبة تجمع بين الحمضيات والأعشاب البحرية، نتيجة لاختلاف التركيبة الميكروبية في المناطق الساحلية. توضح أبحاث جامعة هانوي أن التقلبات المناخية بين المواسم الرطبة والجافة تساهم في تكوين طبقات عطرية متعددة داخل الألياف الخشبية.
الروائح الباردة والعطرية
تتميز بعض الأنواع النادرة بروائح تشبه النعناع أو الكافور، مع إحساس منعش يظهر عند حرق الخشب. يرجع ذلك إلى وجود مركبات الـ"منثول" المشتقة من تفكك الزيوت الأساسية تحت درجات حرارة عالية. يُفضّل هواة جمع العود هذه الروائح لارتباطها بمناطق الغابات المطيرة غير الملوثة، مثل محمية "فونغ نها كي بانغ".
يذكر عالم الأحياء "لو مينه تان" أن الأشجار المعمرة التي تتجاوز 100 عام تنتج روائح باردة أكثر كثافة، بسبب تراكم الراتنج في اللحاء الخارجي. هذا النوع من العود يُعد استثماراً قيماً، حيث تتجاوز أسعاره 50 ألف دولار للكيلوغرام الواحد في أسواق الشرق الأوسط.