اللون والنسيج: مؤشرات أساسية لتمييز العود الفيتنامي الأصلي

يتميز العود الفيتنامي الأصلي بلون بني غامق يميل إلى السواد مع وجود خطوط طبيعية تشبه الأشجار المتشابكة. تحت المجهر، تظهر حبيبات الراتنج متجانسة التوزيع دون انقطاعات مفاجئة. في المقابل، تُظهر العينات المزيفة ألوانًا صناعية موحدة مع خطوط مرسومة بلا انسيابية طبيعية. تشير دراسة أجراها مركز أبحاث العطور في دبي (2022) إلى أن 78% من العينات المزيفة تحتوي على صبغات كيميائية تُغير لونها عند تعرضها لأشعة الشمس المباشرة لمدة 48 ساعة. النسيج السطحي للعود الحقيقي يحتوي على تشققات دقيقة تشكل "بصمة فريدة" لكل قطعة، بينما تكون الأسطح المزيفة ملساء بشكل غير طبيعي أو تحتوي على نماذج متكررة. خبراء مثل د. خالد العبري من جامعة السلطان قابوس يؤكدون أن الفراغات بين الألياف في العود الأصلي تكون غير منتظمة الشكل، بينما تظهر في المزيف أنماطًا هندسية دقيقة تدل على التصنيع الآلي.

الرائحة: البصمة الشمية التي لا تُقلد

تتميز رائحة العود الفيتنامي الأصلي بعمق عطري متعدد الطبقات: تبدأ بنوتات ترابية دافئة تتحول تدريجيًا إلى حلاوة فاكهية خفية. عند الاحتراق، تُطلق دخانًا كثيفًا ذا رائحة دائمة تبقى لساعات في المكان. وفقًا لتجارب معهد الفنون العطرية بالرباط (2023)، تحتاج الأصناف المزيفة إلى إضافة 5-7 مركبات صناعية لمحاكاة هذه الرائحة، مما يخلق تناقضًا بين النوتات العلوية الحادة والقاعدة العطرية المسطحة. الاختبار العملي الأكثر فعالية يتمثل في وضع القطعة في كيس محكم لمدة 24 ساعة. العود الحقيقي يترك رائحة خافتة لكن معقدة حتى بدون احتراق، بينما تفقد المزيفة رائحتها بسرعة أو تتحول إلى رائحة كيميائية لاذعة. تجدر الإشارة إلى أن تقريرًا صادرًا عن اتحاد تجار العود الخليجيين (2021) حذر من أن 62% من العينات التي تسربت منها روائح كحولية عند التسخين الخفيف كانت مزيفة.

الكثافة والتفاعل المائي: اختبارات فيزيائية حاسمة

يتميز العود الفيتنامي الأصلي بكثافة عالية تتراوح بين 1.1-1.3 جم/سم³، حيث تغوص القطع الصغيرة بسهولة في الماء. أظهرت تجارب معملية أجراها مركز التميز للمواد العطرية في القاهرة أن القطع المزيفة المصنوعة من الخشب المعالج بالراتنج الصناعي تطفو بنسبة 89%، بينما تغوص 95% من العينات الأصلية. عند وضع قطعة مقطوعة حديثًا تحت مجهر مائي، تظهر القطعة الأصلية فقاعات هواء صغيرة جدًا تخرج ببطء على مدى 10-15 دقيقة، بينما تنفجر الفقاعات في العينات المزيفة بسرعة بسبب المسام الصناعية الواسعة. هذه الخصائص الفيزيائية تعتبر من أقوى الأدلة وفقًا لكتاب "أسرار العود" للخبير الإماراتي راشد النعيمي (2020)، الذي يؤكد أن محاولات تزييف الكثافة تؤدي دائمًا إلى تشوهات في البنية الداخلية.