فوائد العود العلاجية في الطب التقليدي والحديث

يُعتبر العود من أشهر المواد الطبيعية المستخدمة في الطب العربي والصيني منذ قرون. تشير الدراسات الحديثة إلى أن مركباته العطرية مثل "السيسكويتربين" تساعد على تهدئة الجهاز العصبي، حيث أظهرت تجارب سريرية نُشرت في مجلة "Ethnopharmacology" عام 2020 انخفاضًا بنسبة 40% في أعراض القلق لدى المشاركين الذين استنشقوا زيت العود. كما يُستخدم مسحوق العود المغلي في علاج مشاكل الهضم، إذ يحتوي على خصائص مضادة للتشنج تعزز حركة الأمعاء وفقًا لبحث من جامعة القاهرة. يرتبط العود أيضًا بتحسين الوظائف التنفسية. تقول الدكتورة ليلى أحمد، أخصائية الطب التكميلي، إن تدخين أعواد العود (البخور) يساعد على تطهير المجاري الهوائية، خاصةً لدى مرضى الربو. لكنها تحذر من الاستخدام المفرط بسبب احتوائه على مركبات قطرانية قد تؤثر سلبًا على الرئتين عند الاستنشاق المباشر لفترات طويلة.

طرق استهلاك العود بين العلاج والثقافة

تتنوع طرق استخدام العود بين العلاجي والغذائي. أشهرها تحضير شاي العود عبر نقع قطع صغيرة منه في الماء الساخن لمدة 10 دقائق، حيث يساعد هذا المشروب الدافئ على تنظيم ضغط الدم وفقًا لتجارب أجريت في السعودية. كما يُخلط المسحوق الناعم مع العسل لعلاج قرحة المعدة، حيث يعمل العسل كمادة حاملة تعزز امتصاص المركبات العلاجية. في الثقافة العربية، يُستخدم دخان البخور في طقوس الاستشفاء الروحي. يشرح الشيخ خالد الفاروقي من الأزهر أن "حرق العود يُنقي الطاقة السلبية حسب المعتقدات الشعبية، لكن يجب التفريق بين الاستخدام الروحي والعلمي". تجدر الإشارة إلى أن الجمعية الأوروبية للطب الطبيعي توصي بعدم تجاوز جرعة 2 جرام يوميًا عند الاستخدام الداخلي لتجنب آثار جانبية محتملة على الكبد.