جودة العطور واختلافاتها بين المناطق
chenxiang
2
2025-08-12 15:19:19

جودة العطور واختلافاتها بين المناطق
تعتبر جودة خشب العود الفيتنامي من العوامل الرئيسية في تحديد ترتيب المناطق المنتجة. تشتهر منطقة "خانز هوا" (Khanh Hoa) بالعود ذي الرائحة الحلوة والمعقدة، والتي غالباً ما تحتوي على طبقات من النكهات الترابية والفواكهية. وفقاً لخبير العطور تران فان موي، فإن التربة البركانية والمناخ الرطب في هذه المنطقة يساهمان في إنتاج عود ذي جودة عالية. أما منطقة "كوانج نام" (Quang Nam) فتنتج عوداً ذا رائحة قوية ومكثفة، مما يجعله مفضلاً في أسواق الشرق الأوسط.
من ناحية أخرى، تُعتبر منطقة "نيا ترانج" (Nha Trang) من المناطق المتميزة بفضل توازن رائحتها بين الحلاوة والعُمق، وفقاً لدراسة أجرتها مجلة "العطور الشرقية" عام 2020. ومع ذلك، يشير بعض التجار إلى أن ندرة الأخشاب من هذه المناطق تؤثر على توافرها، مما يرفع من قيمتها التسويقية.
التاريخ والأهمية الثقافية للمناطق المنتجة
تلعب العوامل التاريخية دوراً حاسماً في شهرة مناطق إنتاج العود الفيتنامي. تعود زراعة أشجار العود في منطقة "فونغ نام" (Phuong Nam) إلى أكثر من 1000 عام، حيث كانت تُستخدم في طقوس المعابد البوذية، وفقاً لمؤرخ الثقافة الفيتنامية لي منه دوك. هذا الارتباط الروحي يضفي قيمة رمزية على عود هذه المنطقة، مما يجعله مطلوباً لدى جامعي التحف.
في المقابل، اكتسبت منطقة "دا نانغ" (Da Nang) شهرتها خلال القرن التاسع عشر كمحور تجاري رئيسي، حيث تم تصدير أخشابها إلى الصين واليابان. تشير وثائق أرشيفية إلى أن السلاطين العثمانيين فضلوا عود "دا نانغ" لاستخدامه في صناعة البخور الملكي. اليوم، لا تزال هذه السمعة التاريخية تلعب دوراً في تفوق المنطقة في التصنيفات العالمية.
التحديات البيئية وتأثيرها على الإنتاج
تواجه المناطق الفيتنامية تحديات بيئية كبيرة تؤثر على إنتاج العود. أدى الاستغلال الجائر في منطقة "جيا لاي" (Gia Lai) إلى انخفاض إنتاجيتها بنسبة 40% خلال العقد الماضي، وفقاً لتقرير وزارة الزراعة الفيتنامية 2022. هذا التدهور دفع بالحكومة إلى فرض حصص قطع صارمة، مما قلل من كمية الأخشاب المتاحة في السوق.
من جهة أخرى، تعتمد منطقة "تاينجوين" (Tây Nguyên) على مشاريع إعادة التشجير المدعومة من منظمات دولية. نجحت هذه المبادرات في زيادة المساحات المزروعة بأشجار الآغار بنسبة 15% منذ 2018، وفقاً لبيانات منظمة الفاو. ومع ذلك، يشير الخبراء إلى أن الأشجار المزروعة حديثاً تحتاج إلى عقود لتنتج خشباً بنفس جودة الأشجار البرية.
التباين في الأسعار وقدرة السوق
يظهر التباين الكبير في أسعار العود بين المناطق الفيتنامية علاقة مباشرة بجودته وندرته. يُباع كيلوغرام العود من "خانز هوا" بأكثر من 50 ألف دولار في المزادات الدولية، بينما لا يتجاوز سعر عود "لام دونج" (Lâm Đồng) 8 آلاف دولار، وفقاً لبيانات منصة "العود العالمية" 2023. يعود هذا الفرق إلى تركيز الزيوت العطرية الذي قد يصل إلى 80% في بعض قطع الأخشاب النادرة.
من ناحية أخرى، تشهد مناطق مثل "كوانج تشي" (Quảng Trị) نمواً في الطلب على عودها متوسط الجودة، خاصة من الشركات المصنعة للعطور التجارية. تُظهر بيانات غرفة التجارة الفيتنامية أن 60% من صادرات هذه المنطقة توجه حالياً إلى دول الخليج، حيث يُستخدم في صناعة البخور اليومي بأسعار معقولة.