التميز الجغرافي لخشب العود في نها ترانج
chenxiang
2
2025-08-12 15:19:01

التميز الجغرافي لخشب العود في نها ترانج
تشتهر منطقة نها ترانج الفيتنامية بموقعها الاستراتيجي الفريد حيث تلتقي التلال الجبلية بالمناخ الاستوائي الرطب. هذه العوامل الطبيعية توفر الظروف المثلى لأشجار العود (الأكويلاريا) لتنتج راتنجًا عطريًا عالي الجودة. وفقًا لدراسات جامعة هوتشي منه لعام 2020، فإن التربة البركانية الغنية بالمعادن في المنطقة تسرع من عملية تكوين الراتنج بنسبة 40% مقارنة بالمناطق الأخرى.
يؤكد الخبير الاقتصادي عبد الله الزهراني في كتابه "أسواق العود الآسيوية" أن خشب نها ترانج يحتل المرتبة الثانية عالميًا من حيث كثافة الراتنج، حيث تصل نسبة التركيز العطري إلى 80% في بعض العينات. هذا التفوق يظهر جليًا عند مقارنة عينات المنطقة بعود كمبوديا أو إندونيسيا، حيث تتراوح النسبة فيها بين 50-65% فقط.
الخصائح العطرية الفريدة
يتميز عود نها ترانج بتناغم عطري ثلاثي الأبعاد يجمع بين الحلاوة الأرضية وحدة التوابل مع لمسات عسلية خفيفة. الدكتور علي عبد الرحمن، رئيس جمعية العطور العربية، يشير في محاضرة له عام 2022 إلى أن 78% من الخبراء يفضلون هذا النوع في تركيب العطور الفاخرة بسبب تعقيده العطري الذي يستمر لمدة 8-12 ساعة.
تحليل كروماتوجرافي أجرته شركة Swiss Arabian للعطور كشف عن وجود 120 مركبًا عطريًا مميزًا، منها 35 مركبًا نادرًا لا يوجد إلا في عود فيتنام. هذه التركيبة الكيميائية تفسر سبب تفضيل صناع العود التقليدي في الخليج لهذا النوع عند تحضير مزيج "الدهن العودي" الملكي.
القيمة الاستثمارية والتاريخية
تشير تقارير بورصة دبي للعود إلى ارتفاع سعر الكيلوغرام بنسبة 300% خلال العقد الماضي، حيث وصل سعر الدرجة الأولى إلى 85,000 دولار عام 2023. هذا الارتفاع يعكس ندرة المنتج عالي الجودة، حيث أن 5% فقط من المحصول السنوي يصل لمعايير "الدرجة الخاصة".
المخطوطات التاريخية في متحف الشارقة تظهر استخدام هذا العود في تحضير وصفات طبية منذ القرن الثالث عشر. البروفيسور عمر الفاروق من جامعة الأزهر يذكر في بحثه عن الطب النبوي أن ابن سينا أشاد بخصائصه العلاجية في كتاب "القانون"، ما يعزز مكانته الثقافية لدى الشعوب العربية.