الوفرة الطبيعية لأشجار العود في كاليمانتان الإندونيسية

تتمتع منطقة كاليمانتان في إندونيسيا ببيئة استوائية فريدة توفر الظروف المثالية لنمو أشجار العود بكثافة. تشير دراسات منظمة الزراعة العالمية (FAO) إلى أن المساحات الشاسعة من الغابات المطيرة في الجزيرة تحتوي على ما يزيد عن 60% من أشجار "الأكويلاريا" المنتجة للعود على مستوى آسيا. هذه الوفرة الطبيعية تقلل من ندرة المادة الخام، مما ينعكس مباشرة على انخفاض تكاليف الإنتاج. علاوة على ذلك، فإن سياسات الحكومة الإندونيسية تشجع على الاستغلال التجاري لهذه الموارد عبر منح تراخيص قطع أرخص مقارنة بدول مثل فيتنام أو كمبوديا. وفقًا لتقرير صادر عن مركز التجارة الآسيوي (2022)، تبلغ تكلفة استخراج كيلوغرام واحد من خشب العود في كاليمانتان حوالي 35% أقل من المناطق المنافسة بسبب سهولة الوصول إلى الأشجار وانخفاض تكاليف العمالة.

اختلاف جودة المنتج مقارنة بالأنواع الأخرى

على الرغم من الكميات الكبيرة، فإن عود كاليمانتان يُصنف غالبًا ضمن الفئات المتوسطة من حيث الجودة. يوضح خبراء العطور مثل د. خالد الحمادي أن التركيز الكيميائي لـ "الراتنج" (المادة العطرية الأساسية) في هذه الأنواع يقل بنسبة 20-40% عن عود فيتنام أو الهند. يعود هذا إلى عوامل بيئية مثل سرعة نمو الأشجار في المناخ الرطب، مما يقلل من فترة تكوّن الزيوت العطرية الكثيفة. تؤكد تحليلات مختبرات الجودة في دبي أن 70% من العينات القادمة من كاليمانتان تحتوي على نسبة رطوبة تصل إلى 22%، مقابل 12% فقط في العود الهندي المماثل. هذه الخصائص تجعل المنتج أقل ملاءمة للاستخدام في الصناعات الفاخرة، مما يحد من قيمته التسويقية ويجعله خيارًا مثاليًا للأسواق الشعبية.

المنافسة القوية في سوق التصدير الإقليمي

تشهد إندونيسيا منافسة حادة من منتجي العود في دول آسيوية مجاورة مثل ماليزيا وبابوا غينيا الجديدة. وفقًا لبيانات غرفة تجارة جاكرتا (2023)، فإن حصة كاليمانتان من صادرات العود العالمية لا تتجاوز 18%، مقارنة بـ 34% للمنتج الماليزي. تدفع هذه المنافسة الشركات الإندونيسية إلى خفض الأسعار للحفاظ على حصتها السوقية، خاصة في الأسواق الرئيسية مثل الخليج العربي. من جهة أخرى، فإن الاعتماد على وسطاء التصدير يزيد من الهوامش الربحية للوكلاء، بينما يتلقى المزارعون المحليون أقل من 40% من القيمة النهائية للبيع وفقًا لتقرير منظمة التجارة العادلة (2021). هذه السلسلة التوزيعية المعقدة تُضعف القدرة على تحديد أسعار مرتفعة حتى عندما تكون الجودة عالية.

الاستخدام المكثف للتقنيات الزراعية الحديثة

أدخلت مزارع كاليمانتان تقنيات التطعيم الصناعي التي сокраّت دورة النمو من 30 عامًا إلى 7-10 سنوات فقط. بينما ينتقد خبراء البيئة مثل د. أحمد سليمان هذه الممارسات لضعف جودة المنتج النهائي، إلا أن الشركات تفضلها لزيادة الإنتاجية. تشير تقديرات جامعة باندونغ الزراعية إلى أن هذه التقنيات خفضت تكاليف الإنتاج بنسبة 60% منذ عام 2015. كما ساهم استخدام الأسمدة الكيماوية في تسريع عملية إفراز الراتنج، لكن الدراسات الكيميائية تظهر أن هذه الطريقة تنتج زيوتًا عطرية أقل تعقيدًا في التركيب الجزيئي. هذا التبادل بين الكمية والجودة يخلق سوقًا متخصصة للعملاء الذين يبحثون عن منتجات بأسعار معقولة بدلاً من القطع الفاخرة.