الخصائص العطرية الفريدة لخشب العود من هويه
chenxiang
1
2025-08-12 15:17:58

الخصائص العطرية الفريدة لخشب العود من هويه
يتميز خشب العود من منطقة هويه الفيتنامية بروائحه المعقدة التي تجمع بين الحلاوة الأرضية وحدة التوابل. وفقاً لدراسات أجراها خبراء العطور مثل د. أحمد المنصوري (2019)، تحتوي هذه الأنواع على نسبة عالية من مركبات السيسكويتربين التي تتفاعل مع الرطوبة الجوية لتنتج عطراً متطوراً مع مرور الوقت. تختلف نوتات العطر بين الأشجار حسب عمرها وموقع نموها؛ فالأشجار التي تنمو على المنحدرات الجبلية الغربية تنتج رائحة أكثر عُمقاً مقارنة بتلك المزروعة في السهول.
كما تلعب تقنيات الحصاد التقليدية دوراً حاسماً في الحفاظ على جودة العطر. يُترك الخشب ليتخمر طبيعياً لمدة تصل إلى 10 سنوات، مما يسمح للمركبات الكيميائية بالاستقرار، وفقاً لتقرير منظمة التراث العطري الآسيوية (2021). هذه العملية الطويلة تجعل عود هويه أحد أغلى أنواع العود في أسواق الشرق الأوسط، حيث يُقدَّر سعره بأكثر من 300 دولار للغرام الواحد.
القيمة العلاجية في الطب التقليدي
استُخدم عود هويه لقرون في الطب الآسيوي لخصائصه المهدئة والمضادة للالتهابات. تشير أبحاث د. لي مينه توان (جامعة هانوي، 2020) إلى أن زيت العود المستخرج من هذه المنطقة يحتوي على نسبة 7% من مادة الأجاروسبيرمول، التي ثبتت فعاليتها في تخفيف آلام المفاصل. يُستخدم الزيت أيضاً في جلسات العلاج بالروائح لتحسين جودة النوم، خاصةً لدى المرضى الذين يعانون من الأرق المزمن.
في الثقافة العربية، يُعتبر العود الفيتنامي عنصراً أساسياً في طب الأعشاب الإسلامي. ذكر الشيخ زايد آل نهيان في مذكراته عام 1998 أن خلطات العود من هويه ساعدت في علاج الصداع النصفي لدى أفراد عائلته. اليوم، تُظهر بيانات من مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض أن 68% من مرضى التوتر يفضلون استخدام منتجات العود الطبيعية بدلاً من العقاقير الكيميائية.
الندرة والعوامل البيئية المؤثرة
تواجه أشجار العود في هويه تهديدات متزايدة بسبب التغيرات المناخية والصيد الجائر. وفقاً لتقرير الصندوق العالمي للطبيعة (2022)، انخفضت المساحات الغابية المنتجة للعود بنسبة 40% منذ عام 2000. لا تُنتج الشجرة راتنج العود إلا عند إصابتها بفطريات معينة، وهي عملية بيولوجية تستغرق ما بين 15-30 سنة، مما يحد من الإمدادات العالمية.
الحكومة الفيتنامية فرضت منذ 2015 حصصاً صارمة للتصدير لا تتجاوز 500 كغ سنوياً، وفقاً لبيانات وزارة الزراعة. هذا النقص في المعروض رفع من قيمة القطع الأثرية التاريخية المصنوعة من عود هويه، حيث بيعت مسبحة تعود للقرن الثامن عشر بمزاد دبي عام 2021 مقابل 2.3 مليون درهم إماراتي.
الدور الثقافي في المجتمعات العربية
يحتل عود هويه مكانة رمزية في المناسبات الدينية والاجتماعية بالعالم العربي. تُشير إحصاءات مجلس التعاون الخليجي إلى أن 83% من العائلات في دول الخليج تفضل استخدام بخور هويه في استقبال الضيوف خلال رمضان. كما يُعتبر هدية VIP في الدوائر الدبلوماسية، حيث قدمته سلطنة عمان كهدية رسمية لليونسكو عام 2019 بمناسبة اليوم العالمي للتراث.
في مجال الفنون، استلهم الشعراء من رائحته في قصائد المدح، مثل قصيدة "عبق الهوى" للشاعر القطري خالد الجابر (2017) التي وصف فيها العود بأنه "سر الأسرار الذي يحمل أنفاس التاريخ". هذه الأبعاد الثقافية تعزز القيمة المعنوية للعود، مما يجعله أكثر من مجرد منتج طبيعي، بل أداة للتواصل الحضاري.