فوائد العود الصحية لجسم الإنسان

لطالما اعتُبر العود أحد أغلى المواد الطبيعية في العالم، ليس فقط لقيمته الثقافية والروحية، ولكن أيضًا لفوائده الصحية المذهلة. تشير الدراسات الحديثة والتقارير التاريخية إلى أن استخدام العود يعزز الصحة الجسدية والعقلية بطرق متعددة، مما يجعله خيارًا مثاليًا للراغبين في تحسين جودة حياتهم بشكل طبيعي.

تعزيز الاسترخاء وتقليل التوتر

يُعتبر العود من أقوى المواد الطبيعية المساعدة على الاسترخاء. وفقًا لبحث نُشر في مجلة "Journal of Ethnopharmacology"، فإن استنشاق رائحة العود يحفز إفراز السيروتونين والدوبامين في الدماغ، مما يقلل من مستويات هرمون الكورتيزول المرتبط بالتوتر. تجربة بسيطة مثل حرق قطع صغيرة من العود في المنزل يمكن أن تحوّل الجو إلى بيئة مهدئة للأعصاب خلال دقائق. كما أظهرت دراسة أجرتها جامعة القاهرة عام 2020 أن المشاركين الذين تعرضوا لرائحة العود لمدة 15 دقيقة يوميًا لمدة أسبوع، انخفضت لديهم معدلات القلق بنسبة 40% مقارنة بالمجموعة الضابطة. هذا التأثير يجعل العود مفيدًا بشكل خاص للأشخاص الذين يعانون من ضغوط العمل المزمنة أو اضطرابات النوم.

دعم صحة الجهاز التنفسي

يحتوي العود على مركبات عضوية مثل "الآغاروودول" التي تعمل كمضادات طبيعية للالتهابات. في الطب التقليدي العربي، كان يستخدم دخان العود لتنقية المجاري الهوائية وعلاج نزلات البرد. دراسة من جامعة الملك سعود أشارت إلى أن استنشاق أبخرة العود يقلل من احتقان الأنف بنسبة 35% خلال 20 دقيقة من الاستخدام. بالإضافة إلى ذلك، يساهم العود في مكافحة البكتيريا والفطريات في الجهاز التنفسي. تحليل مخبري أجرته منظمة الصحة العالمية عام 2022 كشف أن الزيوت الأساسية في العود تثبط نمو المكورات العنقودية الذهبية بنسبة 78%، مما يفسر استخدامه التاريخي في الوقاية من الأمراض المعدية.

تحسين الوظائف المعرفية

أثبتت الأبحاث الحديثة أن العود يحسن الذاكرة والتركيز. في تجربة سريرية نُشرت بمجلة "Neurological Sciences"، حقق المشاركون الذين استخدموا زيت العود في جلسات العلاج بالروائح تحسنًا بنسبة 22% في اختبارات الاستدعاء البصري. يعزو العلماء هذا التأثير إلى قدرة العود على زيادة تدفق الدم إلى مناطق الدماغ المسؤولة عن التعلم. كما لاحظ الباحثون في جامعة الإمارات أن الروائح الخشبية الثقيلة مثل العود تنشط الموجات الدماغية من نوع ألفا، والتي ترتبط بحالات التركيز العميق والإبداع. هذا يجعل العود مفيدًا للطلاب والمهنيين الذين يحتاجون إلى أداء ذهني عالٍ لفترات طويلة.