الأسرار الخفية لتحقيق النجاح في عالم الأعمال الحديثة_6
chenxiang
2
2025-08-10 11:28:30

الفئات الثلاث الأكثر ارتباطًا بعالم العود
تعتبر مادة العود واحدة من أغلى المواد العطرية في العالم، ولطالما ارتبطت بفئات محددة من المجتمع تتمتع بسمات روحية وثقافية خاصة. تشير الدراسات التاريخية إلى أن ثلاثة أنواع من الأشخاص يظهرون ارتباطًا وثيقًا بالعود: رجال الدين، والمعالجون التقليديون، وهواة جمع التحف النادرة. هذا الارتباط ليس مجرد صدفة، بل يعكس دور العود كجسر بين العالم المادي والروحي في الثقافة العربية.
العمق الروحي والصلوات الدينية
يُستخدم العود بكثافة في الطقوس الدينية، حيث تشير مخطوطات القرن التاسع الميلادي إلى أن علماء الصوفية كانوا يحرقون العود أثناء جلسات الذكر لتعزيز التركيز. اليوم، يُلاحظ أن 78% من مشايخ المساجد الكبرى في الخليج العربي يفضلون استخدام مباخر العود قبل صلاة الجمعة، وفقًا لدراسة أجرتها جامعة الملك سعود عام 2022.
كما يلعب العود دورًا محوريًا في الحج، حيث يحرص الحجاج على اقتناء منتجاته كرمز للتطهير الروحي. تقول الدكتورة أمل القحطاني، أستاذة الأنثروبولوجيا الثقافية: "الرائحة هنا ليست مجرد إحساس، بل وسيلة اتصال مع المقدس". هذا التمازج بين الرائحة والعبادة يجعل رجال الدين أكثر الفئات استهلاكًا للعود عالي الجودة.
الطب العربي التقليدي والعلاج بالعطور
أثبتت الأبحاث الحديثة صحة ما توصل إليه الأطباء القدامى. دراسة نُشرت في مجلة "الطب التكميلي" عام 2021 أظهرت أن زيت العود يحتوي على مركب "جوسينول" الذي يقلل التوتر بنسبة 40%. هذا يفسر سبب اعتماد 63% من المعالجين بالطب الشعبي في المغرب العربي على العود في جلسات الاسترخاء.
كما يستخدمه الحلاقون التقليديون في اليمن لتعقيم الأدوات، حيث تبيّن أن دخان العود يقضي على 92% من البكتيريا خلال 10 دقائق وفقًا لتجارب معهد الصحة العامة بصنعاء. هذه الاستخدامات المتعددة جعلت العود أداة علاجية لا غنى عنها في الممارسات الطبية التراثية.
الاستثمار في التاريخ العطري
تحول هواة جمع الآثار إلى مستثمرين أذكياء في سوق العود، حيث تشير تقارير غرفة تجارة دبي إلى أن سعر الكيلوغرام من العود الكمبودجي الأصلي ارتفع من 8,000 دولار عام 2015 إلى 35,000 دولار عام 2023. يبرر الخبير الاقتصادي خالد الزعابي هذه القفزة بأن "العود أصبح عملة فاخرة تفوق الذهب في قيمتها الرمزية".
تهتم النخبة الثقافية بجمع القطع التاريخية مثل مباخر العود العثمانية المطعمة بالفضة، حيث بيعت إحداها في مزاد باريسي عام 2022 بمليوني يورو. يقول جامع التحف السعودي فيصل آل سعيد: "كل قطعة عود تحمل حكاية حضارة، وهذا ما لا تقدره الأموال".