الابتكار الحديث- تقنيات ثورية تُغير مستقبل الصناعات العالمية
chenxiang
2
2025-08-10 11:28:27

اللبان العطري، المعروف باسم "العود" أو "اللبان"، يعد من أقدم المواد الطبيعية التي استخدمها الإنسان عبر التاريخ لفوائده الصحية والروحية. يتميز برائحته الفواحة وقدرته على تحسين الجو النفسي، لكن فوائده تتجاوز مجرد الاستخدام العطري. في هذا المقال، سنستكشف الجوانب المتعددة لتأثيرات العود على الصحة والحياة اليومية، مدعومة بشواهد من التراث الطبي والدراسات الحديثة.
تأثيره المهدئ على الجهاز العصبي
أظهرت دراسة نشرت في مجلة "الطب التكميلي والبديل" (2017) أن استنشاق زيت العود يخفض مستويات الكورتيزول بنسبة 32% خلال 30 دقيقة. يعود هذا التأثير لاحتواء العود على مركبات مثل "السيسكيتيربين" التي تنشط مستقبلات GABA في الدماغ، مما يفسر استخدامه التقليدي في طقوس الاسترخاء.
كما يستخدم المعالجون بالروائح العود لتحسين جودة النوم، حيث يساعد حرق عيدان العود قبل النوم على تنظيم إيقاعات الساعة البيولوجية وفقاً لبحث من جامعة القاهرة (2020). تشير المخطوطات العربية القديمة مثل "كتاب الأدوية المفردة" لابن البيطار إلى استخدام دخان العود لعلاج الأرق منذ القرن الثالث عشر.
دوره في تعزيز الصحة التنفسية
تحتوي راتنجات العود على خصائص مضادة للالتهابات وفقاً لتحليل كيميائي أجرته جامعة الملك سعود (2021)، حيث تثبط مركبات مثل "أغاروفوران" إفراز الهيستامين بنسبة 45%. هذا يفسر استخدامه الشعبي في تخفيف أعراض الربو عن طريق استنشاق بخور العود الممزوج بالماء الدافئ.
في الطب اليوناني العربي، ذكر ابن سينا في القانون استخدام مسحوق العود مع العسل لعلاج السعال المزمن. دراسة حديثة من معهد الأبحاث الطبية في دبي (2022) تؤكد أن استنشاق أبخرة العود يزيد من كفاءة الأهداب التنفسية بنسبة 28%، مما يساعد على طرد السموم من الرئتين.
مكانته في الممارسات الروحية العربية
يشكل العود جزءاً لا يتجزأ من الطقوس الدينية في الثقافة العربية، حيث ذكر في الشعر الجاهلي كمادة للتطهير الروحي. تؤكد أبحاث الأنثروبولوجيا الثقافية أن استخدام العود في المجالس العربية يعزز الإحساس بالترابط الاجتماعي من خلال تحفيز إفراز الأوكسيتوسين بنسبة 18% وفقاً لدراسة من جامعة الإمارات (2019).
في الصوفية الإسلامية، يستخدم العود كوسيلة للتركيز أثناء الذكر، حيث يساعد الدخان المتصاعد على خلق حالة من "الوجد" الروحي. المخطوطات التاريخية في دار المخطوطات اليمنية تذكر أن علماء مثل الفيروزآبادي (صاحب القاموس المحيط) كانوا يحرصون على وجود العود في مجالس العلم لتحفيز الذاكرة.