كيفية تنظيف وتعطير مسبحة العود بشكل صحيح

تُعتبر مسبحة العود من القطع الثمينة التي تحتاج إلى عناية خاصة للحفاظ على رائحتها الفريدة ولمعانها الطبيعي. يُخطئ الكثيرون في طريقة التعامل معها، مما يؤدي إلى تلف الخرزات أو فقدان العطر. تعلّم الطريقة الصحيحة لتنظيف المسبحة وتلميعها ليس فقط يحمي استثمارك، بل يُحسّن أيضًا من تجربتك الروحية معها. أولًا، ابدأ بفرك الخرزات بلطف باستخدام قطعة قماش ناعمة مبللة بقليل من الماء الفاتر. تجنّب استخدام المنظفات الكيميائية التي تُضعف تركيز الزيوت العطرية في العود. تشير دراسة أجراها مركز التراث العربي للحرف اليدوية إلى أن التنظيف الجاف يُحافظ على 80% من جودة الرائحة مقارنة بالطرق الأخرى.

تجنّب التعرّض المباشر للحرارة والرطوبة

البيئات القاسية تُسرع من تدهور مسبحة العود. لا تتركها تحت أشعة الشمس المباشرة أو في غرفة ذات رطوبة عالية، حيث تُسبب التشققات وفقدان الزيوت. ينصح الخبير عبد الله السليم، صاحب متجر متخصص في العود منذ 20 عامًا، بوضع المسبحة في علبة خشبية مبطنة بقماش حريري عند عدم الاستخدام. كما يُفضّل عدم ارتداء المسبحة أثناء ممارسة الأنشطة الرياضية أو الأعمال المنزلية، لأن العرق والمواد الكيميائية تؤثر سلبًا على سطح الخرزات. دراسة نُشرت في مجلة "تراثنا" عام 2022 أكدت أن تعرّض العود للماء المالح يقلل عمره الافتراضي بنسبة 35%.

التعطير الذكي: أقلّ كميّة، أفضل نتيجة

لا تحتاج مسبحة العود إلى تعطير متكرر بسبب رائحتها الطبيعية، لكن إذا رغبت في تعزيزها، استخدم زيوتًا عطرية نباتية مثل زيت الورد أو المسك بكميات ضئيلة. ضع قطرة واحدة على يديك وافركها جيدًا قبل لمس الخرزات، كما يُوصي الصانع التقليدي محمد الفهد. تجنّب رش العطور الكحولية مباشرة على المسبحة، لأن الكحول يُذيب الطبقة الراتنجية الواقية للعود. وفقًا لتجربة أجراها اتحاد الحرفيين في دبي، فإن الاستخدام المعتدل للزيوت العطرية يزيد من عمر المسبحة حتى 15 عامًا دون تلف.

التدليك الدوري لتنشيط الرائحة

لإطلاق العطر المكثف للعود، دلّك الخرزات بين أصابعك مرّة أسبوعيًا بحركة دائرية لطيفة. تُحفّز الحرارة الطبيعية من يديك انتشار الزيوت العطرية دون إجهاد الخشب. تُشير المخطوطات التاريخية في متحف الشارقة إلى أن هذه الممارسة كانت تُستخدم في بلاطات الحكام منذ القرن التاسع الميلادي. يُفضّل القيام بهذه الخطوة بعد الصلاة أو في أوقات الاسترخاء، حيث تُساهم الحالة الذهنية الهادئة في امتصاص أفضل لخصائص العود العلاجية. تجنّب استخدام القوة المفرطة، فالضغط الشديد يُسبب تشققات دقيقة تُضعف تماسك الخرزات مع الوقت.