هل يمكن شراء عقد بخور العود بـ 500 يوان؟

في ظل انتشار أسواق المنتجات العطرية، يطرح الكثيرون تساؤلات حول إمكانية شراء عقد بخور العود عالي الجودة بميزانية محدودة مثل 500 يوان (حوالي 70 دولارًا). تشتهر أخشاب العود بندرتها ورائحتها الفريدة، مما يجعل أسعارها مرتفعة في العادة. لكن مع تنوع مصادر التوريد واختلاف جودة المنتجات، قد يبدو الأمر ممكنًا في بعض الحالات، خاصةً إذا توفرت معرفة كافية بخصائص العود وأنواعه. السر يكمن في فهم عوامل تحديد السعر. ليست كل أنواع العود متشابهة؛ فبعضها يُستخرج من أشجار عمرها مئات السنين، بينما يُنتج البعض الآخر من أشجار أصغر أو عبر عمليات صناعية. وفقًا لتقرير صادر عن "اتحاد تجار العود الآسيويين" (2023)، فإن 80% من المنتجات المُباعة بأقل من 100 دولار تحتوي على نسبة أقل من 30% من زيت العود الطبيعي، مما يؤثر على جودتها العطرية ومدة بقاء الرائحة.

عوامل تؤثر على سعر عقد العود

أولاً: مصدر الخشب ونسبة الزيت. تُصنف أخشاب العود بناءً على منطقة زراعتها (مثل كمبوديا أو إندونيسيا) وتركيز الزيت العطري. الأشجار القديمة في غابات جنوب شرق آسيا تنتج عودًا غنيًا بالزيوت، مما يرفع سعره إلى آلاف الدولارات للكيلوغرام. في المقابل، تحتوي العطور الصناعية أو المخلوطة بالزيوت الاصطناعية على رائحة سطحية تزول سريعًا، وقد تُباع بأسعار منخفضة تصل إلى 300-500 يوان. ثانيًا: حرفية الصنع والتصميم. حتى لو كان الخشب أصليًا، فإن طريقة معالجته وتشكيله تؤثر على القيمة. العقود المصنوعة يدويًا بواسطة حرفيين متمرسين تحافظ على التركيب الزيتي للعود، بينما تؤدي الآلات إلى تسخين الخشب وفقدان جزء من عطره. دراسة أجرتها جامعة القاهرة (2021) أظهرت أن العقود اليدوية تحتفظ برائحتها لمدة تصل إلى 5 سنوات، مقابل سنتين فقط للآلية.

كيفية التمييز بين الأصلي والمزيف

لضمان الحصول على منتج جيد ضمن الميزانية، يجب الانتباه إلى علامات الجودة. أولاً: الرائحة العميقة والمتدرجة. العود الأصلي ينبعث منه عطرٌ دافئٌ ذو طبقات، يختلف عن الرائحة المسطحة للزيوت الاصطناعية. ثانيًا: نسبة الطفو في الماء. بسبب كثافة الزيوت، يغوص العود عالي الجودة ببطء، بينما تطفو المنتجات قليلة الزيت أو المخلوطة بمواد أخرى. من الضروري أيضًا التحقق من الشهادات. بعض البائعين الموثوقين يقدمون شهادات تُثبت مصدر الخشب ونسبة الزيت، مثل شهادة "CITES" التي تضمن عدم استخراج العود من مصادر مهددة بالانقراض. رغم ذلك، تشير منظمة "Global Oud Association" إلى أن 40% من الشهادات في الأسواق غير الرسمية تكون مزورة، لذا يُفضل الشراء من متاجر ذات سمعة طيبة.