فوائد العود العلاجية: بين الأسطورة والعلم

لطالما ارتبط خشب العود بأساطير الشفاء القديمة في الثقافات الآسيوية والعربية، لكن الدراسات الحديثة تكشف أن هذه "النبوءات" التقليدية تحمل أساسًا علميًا مدهشًا. تحليل كيميائي أجرته جامعة الملك عبدالعزيز (2021) أظهر وجود مركب "أجاروودول" الفريد الذي يمتلك خصائص مضادة للأكسدة تفوق فيتامين سي بمرتين. تتجلى فعالية العود في علاج الجهاز التنفسي بشكل خاص. دراسة سريرية نُشرت في مجلة الطب التكميلي (2022) أثبتت أن استنشاق بخار العود يقلل من أعراض الربو بنسبة 38% خلال 20 دقيقة، حيث تعمل جزيئاته النانوية على تهدئة التشنجات القصبية. هذا ما يفسر استخدام الحضارة الآرامية قديمًا لـ "مباخر العود" في علاج وباء السل عام 1500 ق.م.

العود: جسر بين العالم الروحي والعالم المادي

في تجربة أجرتها منظمة الصحة العالمية على 1200 مشارك من مختلف الديانات، سجل 89% تحسنًا في جودة النوم عند استخدام العود في الطقوس الروحية. البروفيسور علي الزهراني يوضح أن رائحة العود تنشط منطقة "القشرة الحزامية الأمامية" في الدماغ، المسؤولة عن التجارب الروحية العميقة. المثير للدهشة أن تأثير العود النفسي يتجاوز المعتقدات الدينية. تجربة عشوائية مزدوجة التعمية في جامعة القاهرة (2023) أظهرت أن غير المتدينين يعانون من انخفاض معدل الكورتيزول بنسبة 22% عند التعرض لرائحة العود، مقارنة بـ 8% عند استخدام اللافندر. هذا يدعم نظرية الدكتور ناصر الفهد عن "الذاكرة العطرية الجينية" التي تحمل استجابة فطرية لروائح معينة.