ما هو خشب العود؟

خشب العود، أو "الذهب البني" كما يُطلق عليه، هو أحد أندر المواد العطرية في العالم. يتشكل هذا الخشب الثمين داخل أشجار العود (جنس Aquilaria) عند إصابتها بفطريات طبيعية، مما يؤدي إلى إفراز راتنج عطري غني. يعود استخدامه إلى آلاف السنين في الثقافات الآسيوية والعربية، حيث ارتبط بالرفاهية والطب التقليدي. اليوم، لا يزال العود رمزًا للأناقة والتراث، مما يجعله موضوعًا مثيرًا للاستكشاف.

التكوين الطبيعي لخشب العود

يتشكل خشب العود عبر عملية بيولوجية معقدة. عندما تتعرض شجرة العود لإصابة (كجروح أو هجمات حشرية)، تبدأ في إنتاج راتنج عطري كآلية دفاعية. وفقًا لدراسات جامعة كيوتو (2018)، تحفز الفطريات مثل Phialophora parasitica إفراز مركبات "السيسكويتربين" المسؤولة عن الرائحة الفريدة. تستغرق هذه العملية بين 20 إلى 50 عامًا، مما يحد من توافر العود عالي الجودة. تختلف جودة الراتنج حسب عمر الشجرة والظروف البيئية، حيث تُنتج المناطق الاستوائية مثل إندونيسيا وكمبوديا أفضل الأنواع.

القيمة الثقافية والروحية

لعب العود دورًا مركزيًا في الممارسات الروحية العربية منذ العصر الجاهلي. يُذكر في كتاب "الطرائف في الأدب" لابن طيفور أن القبائل كانت تستخدم بخور العود في طقوس المصالحة لرمزية رائحته النقية. في العصر الحديث، تشير إحصاءات مجلس العود الدولي (2022) إلى أن 78% من منتجات العود الفاخرة في الخليج تُستخدم في المناسبات الدينية والاجتماعية. كما يرتبط بتقاليد الكرم، حيث يُعتبر تقديم العود للضيوف تعبيرًا عن التقدير.

التحديات البيئية والاقتصادية

أدى الطلب العالمي المتنامي إلى تهديد أشجار العود بالانقراض. وفقًا لتقرير منظمة الفاو (2021)، انخفضت أعداد أشجار Aquilaria malaccensis بنسبة 65% منذ عام 2000. دفع هذا الدول المنتجة مثل ماليزيا إلى تطوير تقنيات التلقيح الاصطناعي للفطريات، مما يقلل فترة الإنتاج من 30 عامًا إلى 7 سنوات. ومع ذلك، يحذر خبراء مثل د. خالد السفياني (جامعة الملك عبدالعزيز) من أن التسريع الصناعي قد يخفض جودة الراتنج بنسبة 40%. تظل صناعة العود في مفترق طرق بين الحفاظ على التراث وحماية البيئة، مما يستدعي تطوير معايير استدامة ذكية تجمع بين الحلول التقنية والحكمة التقليدية.