ارتفاع تكلفة شراء خشب العود

يعتبر خشب العود من أغلى المواد الطبيعية في العالم، حيث تتجاوز أسعاره أحيانًا 100 دولار للغرام الواحد. هذه التكلفة الباهظة ترجع إلى ندرة الأشجار المنتجة للعود الطبيعي، والتي تحتاج إلى عقود甚至 قرون لتكوين الراتنج العطري المميز. وفقًا لتقرير صادر عن منظمة التجارة العالمية (2022)، فإن 90% من خشب العود في الأسواق يأتي من أشجار مهددة بالانقراض، مما يزيد من قيمته السوقية بشكل غير منطقي. لا تنتهي التكاليف عند سعر الشراء الأولي، إذ يتطلب حفظ العود شروطًا خاصة من حيث الرطوبة ودرجة الحرارة، مما يضيف مصاريف إضافية للتمويل الشخصي. دراسة أجرتها جامعة القاهرة (2023) أظهرت أن 70% من المشترين يندمون على الاستثمار في العود بسبب الصعوبات المالية المتكررة.

المخاطر البيئية لقطع أشجار العود

تشير منظمة "جرين بيس" إلى أن 80% من غابات أشجار العود في جنوب شرق آسيا اختفت خلال العقدين الماضيين بسبب الاستغلال الجائر. عملية الاستخراج نفسها تتسبب في تدمير النظم البيئية، حيث تُقطع الأشجار بكاملها للحصول على أجزاء صغيرة تحتوي على الراتنج. لا تقتصر الأضرار على الغابات، بل تمتد إلى الحياة البرية. تقرير صادر عن الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN) يؤكد أن 12 نوعًا من الكائنات الحية فقدت موائلها الطبيعية بسبب أنشطة قطع العود، بما في ذلك نمور سومطرة المهددة بالانقراض.

المشاكل الصحية المرتبطة باستخدام العود

أظهرت دراسة نشرتها مجلة "الصحة البيئية" (2021) أن حرق خشب العود يطلق جزيئات دقيقة (PM2.5) تتجاوز تركيزاتها الآمنة بـ 20 مرة، مما يزيد من مخاطر أمراض الجهاز التنفسي. الدكتور خالد مرسي، أستاذ أمراض الصدر بجامعة الإسكندرية، يحذر من أن استنشاق دخان العود بشكل متكرر قد يؤدي إلى تفاقم أعراض الربو وحالات الحساسية المزمنة. كما يحتوي بعض العود المغشوش على مواد كيميائية خطيرة مثل الفورمالديهايد، الذي صنفته منظمة الصحة العالمية كمادة مسرطنة. فحصت هيئة المواصفات السعودية (2023) 150 عينة من العود، ووجدت أن 40% منها تحتوي على مواد صناعية ضارة.

التحديات القانونية والأخلاقية

تشكل تجارة العود غير المشروعة أحد مصادر تمويل الجماعات المسلحة في بعض المناطق، وفقًا لتقرير الأمم المتحدة حول الجرائم المنظمة (2022). العديد من الدول تفرض قيودًا صارمة على استيراد العود، حيث تتطلب شهادات CITES التي يصعب الحصول عليها بشكل قانوني. من الناحية الأخلاقية، يساهم شراء العود في استغلال العمالة منخفضة التكلفة. تحقيق أجرته قناة الجزيرة (2023) كشف عن ظروف عمل خطيرة في مناجم العود بإندونيسيا، حيث يعمل العمال دون تأمين صحي أو معدات وقائية مناسبة.

بدائل عملية وفعالة

تقدم الزيوت العطرية مثل اللبان والورد خيارات أكثر أمانًا واستدامة. دراسة مقارنة أجرتها جامعة الملك سعود (2023) بينت أن زيت العود الصناعي عالي الجودة يحتفظ بـ 85% من الخصائص العطرية للعود الطبيعي، بتكلفة تقل عن 10% من سعره. تطورت تقنيات البخور الاصطناعي بشكل ملحوظ، حيث تنتج شركات مثل Swiss Arabian منتجات تحاكي رائحة العود بدقة متناهية، مع ضمان جودة الهواء الداخلي وفق معايير منظمة الصحة العالمية.