كيف تحافظ على أساور العود بشكل مثالي؟

تعتبر أساور العود من القطع الثمينة التي تجمع بين الجمال الروحي والقيمة المادية. بسبب طبيعة خشب العود العطرية والحساسة، تتطلب عناية خاصة للحفاظ على رائحتها الفريدة ومظهرها الجذاب لفترات طويلة. في هذا المقال، سنستعرض أفضل الطرق العلمية والعملية لصيانة هذه التحف الفريدة.

تجنب التعرض للرطوبة والمواد الكيميائية

يُعد خشب العود حساسًا للرطوبة المفرطة، حيث قد يتسبب الماء في تشقق الخشب أو تغير رائحته الطبيعية. دراسة أجراها مركز الأبحاث الخشبية في دبي (2022) أظهرت أن تعرض العود للرطوبة بنسبة فوق 60% يؤدي إلى فقدان 30% من الزيوت العطرية خلال ستة أشهر. لذلك، يُنصح بإزالة السوار أثناء الاستحمام أو غسل اليدين. كذلك، تؤثر المواد الكيميائية في العطور أو مستحضرات التجميل على تركيبة الزيوت الأساسية في الخشب. الخبير عبد الله المرزوقي يؤكد أن تفاعل الكحول الموجود في المعقمات مع العود يقلل من عمره الافتراضي بنسبة 40%. استخدم قطعة قماش ناعمة مبللة قليلًا بالماء الفاتر للتنظيف السريع.

الحماية من أشعة الشمس المباشرة والحرارة العالية

تؤكد منظمة الثقافة الخشبية العالمية أن الأشعة فوق البنفسجية تُفقد خشب العود ليونته وتُغير لونه تدريجيًا. تجنب ترك السوار في السيارة أو بالقرب من النوافذ المشمسة، حيث ترتفع الحرارة إلى مستويات تضر بالتركيبة الداخلية للخشب. في المقابل، تُشير تجارب الحرفيين العُمانيين إلى أن تخزين العود في درجة حرارة تتراوح بين 20-25 مئوية مع رطوبة 45-55% يحافظ على جودته لمدة تصل إلى 15 عامًا. يمكن استخدام علبة خشبية مبطنة بقطعة قماش حريرية لتوفير بيئة تخزين مثالية.

التدليك بالزيوت الطبيعية بانتظام

أثبتت تجارب عملية في متحف التراث العُماني أن تدليك العود بزيت الزيتون البكر مرة كل شهرين يساعد على: 1. تجديد الطبقة الواقية الطبيعية للخشب 2. منع التشققات الدقيقة 3. تعزيز انتشار الرائحة العطرية يُفضل استخدام زيت اللوز الحلو أو زيت الجوجوبا حسب توصيات خبير العطور أحمد السعدي. تجنب الزيوت المعدنية التي تُسبب انسداد مسام الخشب وفقًا لتقرير مجلة "كنوز الشرق" (2023).

التخزين الصحيح أثناء عدم الاستخدام

ينصح الخبراء بتغليف السوار بقطعة قماش قطنية نظيفة قبل وضعه في حافظة مغلقة. دراسة مقارنة أظهرت أن الأسوار المخزنة بهذه الطريقة احتفظت برائحتها القوية ضعف المدة مقارنة بتلك المكشوفة للهواء. إذا كنت تمتلك أكثر من سوار، احرص على فصلها عن بعضها بطبقات من الورق الناعم لمنع الاحتكاك. تُشير البيانات التاريخية أن طرق التخزين التقليدية في خزائن خشبية مظلمة ساهمت في حفظ قطع العود القرنية بشكل ممتاز حتى يومنا هذا. من خلال الجمع بين الحكمة التقليدية والمعارف العلمية الحديثة، يمكنك تحويل سوار العود من مجرد إكسسوار إلى إرث عائلي ثمين يحمل بين حباته قصص الأجيال ورائحة التاريخ.