اللون الطبيعي والتوزيع العشوائي للعروق

التمييز بين سوار العود الأصلي والمزيف يبدأ بملاحظة اللون وتوزيع العروق. العود الطبيعي يتميز بلون غير منتظم، حيث تظهر درجات بنية داكنة تختلط ببقع أفتح بسبب تراكم الزيوت العطرية على مر السنين. في المقابل، غالباً ما تكون المنتجات المقلدة ذات لون موحد ومصبوغ بشكل صناعي. من الناحية التشريحية، تحتوي قطع العود الحقيقية على عروق متشعبة بشكل عشوائي تشبه "خريطة الأنهار" تحت المجهر، بينما تُظهر النسخ المزيفة أنماطاً خطية منتظمة أو متكررة بسبب استخدام القوالب. وفقاً لدراسات مختبرية أجرتها جمعية الأخشاب الدولية (IWPA)، فإن التوزيع العشوائي للعروق في العود الطبيعي يرتبط مباشرة بطريقة تكوين الزيوت داخل الشجرة على مدى عقود.

الرائحة العميقة والتدريجية

الرائحة هي العامل الحاسم في التمييز خلال الثواني الثلاث. عند فرك السوار برفق، يطلق العود الأصلي رائحة عطرية معقدة تبدأ بالحرارة وتتطور إلى طبقات من الفانيليا والتراب والزهور. هذه الرائحة لا تختفي بسرعة بل تبقى عالقة في الهواء لمدة تصل إلى ساعة. أما العود المزيف، فغالباً ما تكون رائحته قوية ومستقيمة تشبه العطور الكحولية أو المواد الكيميائية، وتتلاشى خلال دقائق. أشار الدكتور خالد العبري، خبير العطور النباتية في جامعة السلطان قابوس، إلى أن الرائحة الصناعية تفتقر إلى "العمق الزمني" الذي يتميز به العود الطبيعي، والذي يعكس تفاعلات الأكسدة البطيئة للزيوت داخل الخشب. لاختبار فعال، يمكن وضع السوار بالقرب من مصدر حرارة خفيف (مثل مصباح LED) لمدة ثانيتين. العود الحقيقي سيفرز كميات صغيرة من الزيت على السطح، بينما المزيف قد ينبعث منه دخان أو رائحة محترقة.