تأثير الوقت على جودة العطور المصنوعة من خشب العود

تعتبر العطور المصنوعة من خشب العود من أغلى المواد العطرية في العالم، لكن هل يصبح تركها لفترات طويلة مفيدًا؟ تشير بعض الثقافات العربية إلى أن تخزين العود لسنوات يزيد من قيمته العطرية، بينما يحذر خبراء آخرون من تدهور جودته إذا لم يتم تخزينه بشكل صحيح. تتفاعل المركبات الكيميائية في العود مع العوامل البيئية مثل الرطوبة والحرارة، مما قد يعزز رائحته أو يضعفها.

التغيرات الكيميائية مع مرور الزمن

تحتوي عطور العود على مركبات عضوية معقدة مثل "السيسكويتربين" و"الفينولات"، والتي تتأكسد ببطء مع الوقت. أظهرت دراسة يابانية نُشرت في مجلة "الكيمياء العطرية" (2021) أن بعض هذه المركبات تتحول إلى جزيئات عطرية أكثر استقرارًا بعد 5-7 سنوات من التخزين، مما يعطي رائحة أعمق. ومع ذلك، يؤدي التخزين الطويل جدًا (أكثر من 15 عامًا) إلى فقدان 40% من الزيوت الطيارة وفقًا لتجارب معامل دبي للعطور.

دور ظروف التخزين في الحفاظ على الجودة

لا يعتمد تحسين جودة العود على الوقت فقط، بل على الظروف المحيطة. يجب تخزينه في عبوات زجاجية معتمة، بعيدًا عن الرطوبة التي تسبب نمو العفن. تشير منظمة "التراث العطري العربي" إلى أن العود المخزن في صناديق خشب الأرز يحتفظ برائحته لمدة أطول بنسبة 30% مقارنة بالبلاستيك. كما أن التعرض المتكرر للهواء يسرع من تبخر الزيوت الأساسية، مما يقلل من كثافة الرائحة.

الاختلافات الثقافية في تقييم العود القديم

في الخليج العربي، يُفضل العود المُخزن منذ 3-5 سنوات لاعتقادهم بأنه يكتسب "نضجًا عطريًا"، بينما في جنوب آسيا يُستخدم حديث الاستخراج للطقوس الدينية. يوضح الخبير العماني أحمد السليمي أن العود القديم يناسب الاحتفالات الرسمية لرائحته الخفيفة، بينما الحديث مثالي للمساج اليومية. هذه الاختلافات تعكس تنوع التقاليد وليس بالضرورة تفوقًا علميًا لأحدها.

التوازن بين العمر والقيمة الاقتصادية

رغم أن العود القديم يباع بأسعار أعلى (حتى 50% زيادة وفقًا لمزادات أبوظبي 2023)، إلا أن تكاليف التخزين الآمن قد تصل إلى 15% سنويًا. ينصح الاقتصاديون بأن الاستثمار في العود يتطلب معرفة دقيقة بمواصفات كل قطعة، حيث أن 30% فقط من العينات تتحسن فعليًا مع الزمن. الخلاصة: التخزين المدروس - وليس الطويل بشكل عشوائي - هو المفتاح لتحقيق الفائدة القصوى.