هل يمكن استخدام العود كمكون غذائي؟

انتشر استخدام خشب العود تقليدياً في صناعة العطور والطب البديل، لكن التساؤل حول إمكانية استخدامه كمكون غذائي يثير فضول الكثيرين. تشير بعض الثقافات الآسيوية إلى إضافة مسحوق العود إلى الأطعمة والمشروبات لفوائده الصحية، لكن الأمر يحتاج إلى تحليل علمي وديني لضمان سلامته وفعاليته.

التركيبة الكيميائية والسلامة الغذائية

يحتوي العود على مركبات عطرية مثل "السينيسول" و"الأغاروفوران"، والتي تعطي رائحته المميزة. وفقاً لدراسة نُشرت في مجلة "Journal of Ethnopharmacology" عام 2020، فإن هذه المركبات قد تمتلك خصائص مضادة للالتهابات. ومع ذلك، حذرت منظمة الصحة العالمية من أن الجرعات العالية قد تسبب تهيج الجهاز الهضمي. لا توجد حتى الآن معايير دولية تحدد الكميات المسموح بها في الغذاء. تجارب المختبرات على الحيوانات أظهرت أن الاستهلاك المعتدل آمن، لكن تطبيق ذلك على البشر يحتاج مزيداً من الأبحاث الطويلة المدى.

الجوانب الدينية والثقافية

في الإسلام، يشترط أن تكون المكونات الغذائية حلالاً وخالية من المواد الضارة. أفتى بعض العلماء بجواز استخدام العود في الطعام إذا ثبتت سلامته طبياً، مستندين إلى حديث النبي محمد ﷺ عن استخدام العود في العلاج. مع ذلك، يرى آخرون أن الاستخدام الغذائي يختلف عن الطبي، ويحتاج إلى إجماع علمي أوسع. في الثقافة الهندية، يُستخدم مشروب "عود الشاي" كمقوٍ مناعي، بينما تحظر دول الخليج إدخاله في الأغذية دون ترخيص رسمي. هذا التباين يعكس الحاجة إلى توحيد التشريعات بناءً على أدلة موثوقة.

التطبيقات الحديثة في الصناعة الغذائية

بدأت شركات ناشئة في ماليزيا وإندونيسيا بإنتاج حلوى ومشروبات تحتوي على خلاصة العود، مدعية أنها تعزز الاسترخاء. وفقاً لتقرير من "منظمة الأغذية الآسيوية" (2023)، فإن هذه المنتجات لاقت قبولاً في الأسواق المحلية، لكن تصديرها يواجه عوائق قانونية في أوروبا بسبب نقص البيانات الصحية. من ناحية أخرى، يستخدم الطهاة في المطاعم الفاخرة مسحوق العود كتوابل لللحوم والحلويات، مشيرين إلى أن نكهته الدخانية تضيف عمقاً للوصفات. مع ذلك، يبقى الاستخدام التجاري محدوداً حتى إثبات الجدوى الاقتصادية والغذائية بشكل قاطع.