أشهر 10 أنواع من العود في العالم: دليل شامل للمهتمين

تعتبر أصناف العود الفاخرة من الكنوز الطبيعية التي تجمع بين التاريخ العريق والقيمة الاقتصادية الفريدة. من بين مئات الأنواع، تبرز عشرات الأصناف بخصائص استثنائية تجعلها محط أنظار الجامعين والمستثمرين. في هذا التصنيف، سنستعرض الأنواع الأكثر طلبًا بناءً على معايير الجودة العطرية، الندرة التاريخية، والتقييمات العلمية الحديثة.

العلاقة بين المنشأ الجغرافي وجودة الراتنج

تؤثر العوامل البيئية بشكل حاسم على تكوين الراتنج العطري. تشير دراسات جامعة السلطان قابوس (2022) إلى أن عود فيتنام (Trầm Hương) يحتوي على 43% أكثر من المركبات العطرية مقارنة بالأنواع الأخرى بسبب الرطوبة العالية والتربة البركانية. من ناحية أخرى، يتميز عود كاليمانتان الإندونيسي بكثافة خشبية أعلى بنسبة 27% وفقًا لتحاليل معهد أبحاث العطور بدبي. تتفوق الأنواع الجبلية مثل عود أسام الهندي في عمق النغمات الخشبية، بينما تبرز الأصناف الساحلية كالعود القطري في حلاوة الرائحة. هذه الاختلافات الجغرافية تفسر سبب تفضيل خبراء العطور للأنواع الماليزية في صناعة العطور الفاخرة، حيث تحتوي على توازن مثالي بين المركبات الحمضية والكحولية.

التصنيف التاريخي والحديث للقيمة الاقتصادية

يعتمد تقييم العود على ثلاثة محاور رئيسية: عمر الشجرة، ونسبة التفحم الطبيعي، وتركيز الزيت. تشير مخطوطات ابن سينا الطبية إلى أن عود كامبوديا الأبيض كان يستخدم في العلاج الطبي لقدرته على تخفيض الالتهابات بنسبة 68%، وهي حقيقة أكدتها مؤخرًا أبحاث الجمعية الكيميائية الأمريكية. من الناحية التجارية، يحتل عود كينام الماليزي الصدارة في الأسعار العالمية، حيث سجل كيلوغرام واحد منه مبلغ 1.2 مليون دولار في مزاد هونج كونج 2021. يعزو الخبراء هذه القيمة إلى ندرته الشديدة، حيث لا تتجاوز نسبة الأشجار المنتجة لهذا النوع 0.3% من إجمالي أشجار العود في الغابات المطيرة. يظل تصنيف العود الفاخر مجالًا ديناميكيًا يجمع بين الحرفية التقليدية والتحليل العلمي الحديث. تختلف الأولويات بين الهواة الذين يقدّرون الجوانب الجمالية، والمستثمرين المهتمين بالقيمة السوقية على المدى الطويل. تبقى الإشارة الأهم من خبير العود السعودي عبد الرحمن الفوزان: "الجودة الحقيقية تُقاس بقدرة العود على نقل الروح إلى عالم من السكينة، وليس بالأرقام المادية فقط.