التمييز بين عقد الورد الحقيقي والمزيف: دليل شامل

تعتبر عقد الورد (العود) من أشهر المجوهرات التقليدية ذات القيمة الروحية والاقتصادية العالية، لكن انتشار المزورات في السوق يجعل التمييز بينها وبين الأصلية تحديًا كبيرًا. في هذا المقال، سنستعرض طرقًا عملية لاكتشاف الفروق الجوهرية بينهما، معتمدين على الخصائص الفيزيائية والكيميائية الفريدة للعود الطبيعي.

الرائحة: مفتاح التفريق الأول

الرائحة هي العلامة الأبرز للعود الأصلي. يتميز العود الحقيقي برائحة عميقة ومعقدة تختلف باختلاف درجة الحرارة والرطوبة، حيث تزداد قوتها عند الاحتكاك أو تعرضها للحرارة الخفيفة. على عكس ذلك، تفقد المزورات رائحتها بسرعة أو تنبعث منها رواح كيميائية حادة تشبه العطور الصناعية. تشير دراسة أجراها مركز أبحاث العطور في دبي (2022) إلى أن 78% من العينات المقلدة تحتوي على مركبات "ديهايدروكسي أسيتون" المسببة للروائح النفاذة غير الطبيعية. أما عند تخزين العقد الأصلي، فإن رائحته تتحسن مع الزمن وتتطور طبقات عطرية متدرجة، بينما تظهر المزورات تراجعًا ملحوظًا في الشدة خلال أشهر قليلة. ينصح الخبراء باختبار الرائحة بعد وضع العقد في كيس محكم لمدة 24 ساعة، حيث تحتفظ الأصلية بعطرها بينما تتلاشى المزيفة.

النمط البنيوي: قراءة خطوط الخشب

يُظهر العود الطبيعي أنماطًا عضوية معقدة تشبه الخرائط الجغرافية، مع وجود عروق غير منتظمة ومسامات دقيقة تشكلت عبر عشرات السنين من التبلور الراتينجي. وفقًا لتحليل المجهر الإلكتروني، تحتوي القطعة الأصلية على ما بين 500-1200 مسام/سم²، بينما تظهر المزورات مسامات أكبر حجمًا وأقل عددًا (200-400/سم²) بسبب استخدام تقنيات الضغط الميكانيكي. كما يتميز الخشب الحقيقي بتنوع لوني طبيعي يجمع بين درجات البني الداكن والذهبي في نفس القطعة، مع وجود بقع راتينجية عشوائية. في المقابل، تُظهر المزورات توزيعًا لونيًا منتظمًا باستخدام صبغات صناعية، حيث كشفت اختبارات معهد الجودة العربية أن 63% من العينات الملوّنة تحتوي على نسبة زنك تفوق الحدود المسموحة بـ 4 مرات.