تعتبر الخصائص البصرية من أبرز العوامل في تحديد جودة العود. يتميز العود الأصلي بلون بني داكن يميل إلى الأسود مع تدرجات طبيعية ناتجة عن تكوين الراتنجات العطرية داخل الخشب. وفقاً لدراسة أجراها د. أحمد ناصر (2021) في جامعة القاهرة، تظهر عينات العود الأصلي خطوطاً متعرجة تشبه الخرائط الجيولوجية بسبب تفاعل الراتنج مع أنسجة الشجرة. أما العود المغشوش فيظهر بلون موحد صناعياً، غالباً ما يكون بنياً فاتحاً أو رمادياً. عند الفحص بالمكبر، يلاحظ غياب التركيب الليفي الطبيعي الذي يتميز به الخشب المعمر. تشير منظمة التجارة العالمية للعطور الطبيعية إلى أن 73% من المنتجات المقلدة تفشل في محاكاة التموجات الدقيقة التي تتشكل خلال عشرات السنين من التبلور الراتنجي.

الرائحة: البصمة العطرية التي لا تُقلَّد

تتميز رائحة العود الأصلي بتعقيد عطري متعدد الطبقات وفقاً لبحث نشرته مجلة الكيمياء العطرية العربية (2023). عند تسخين القطعة بلطف، تتصاعد روائح ترابية دافئة تتحول تدريجياً إلى حلاوة عسلية مع لمسات من الفانيلا والخشب المحروق. تبقى الرائحة عالقة في المكان لأكثر من 24 ساعة دون أن تسبب تهيجاً في الأنف. في المقابل، تفتقد العطور الاصطناعية هذا العمق العطري. يلاحظ الخبير علي حسن (خبير عطور بمركز دبي للتميز العطري) أن العود المغشوش يعطي رائحة مسطحة تشبه الكيماويات المنزلية، تختفي بسرعة وتترك إحساساً لاذعاً في الحلق. تكشف التحاليل الكروماتوغرافية وجود أكثر من 150 مركباً عطرياً في العود الأصلي مقابل 20-30 مركباً في المقلد.

الكثافة والوزن: معايير فيزيائية لا تغش

يتميز العود الأصلي بكثافة عالية نتيجة التشبع بالراتنجات. عند وضع قطعة صغيرة في الماء المالح (محلول ملحي بنسبة 15%)، تطفو القطع الأصيلة على السطح بينما تغوص المقلدة. توضح د. ليلى عبد الرحمن في كتابها "أسرار العود" (2022) أن الراتنجات الطبيعية تقلل من مسامية الخشب بنسبة تصل إلى 80% مقارنة بالخشب العادي. تظهر الاختبارات الميكانيكية أن العود الأصلي يقاوم الخدش بشكل ملحوظ. عند محاولة جرح السطح بأداة معدنية، يترك العود الحقيقي خطاً باهتاً مقابل شظايا خشبية تنفصل في المزيف. تسجل الموازين الدقيقة فرقاً واضحاً في الوزن النوعي، حيث تصل كثافة العود الأصلي إلى 1.2-1.3 جم/سم³ مقابل 0.8-0.9 للخشب غير المعالج.

تفاعل الاحتراق: الاختبار الحاسم

عند إشعال طرف العود الأصلي، يتصاعد دخان أبيض كثيف ذو رائحة عطرية نفاذة بدون رائحة كريهة. يلاحظ تكون رماد ناعم الملمس بلون أبيض مائل للفضي، وفقاً لتقرير معهد استانبول لدراسات العود (2020). بينما ينتج العود المغشوش دخاناً أسود مع شرر ورائحة تشبه البلاستيك المحترق. تظهر الصور المجهرية للرماد الناتج عن العود الأصلي بلورات سداسية الشكل ناتجة عن تبلور الراتنجات، بينما يظهر الرماد المزيف كتلاً غير منتظمة. تشير التحاليل الحرارية إلى أن العود الأصلي يحترق بدرجة حرارة أعلى (280-320°م) مقارنة بالمغشوش (180-220°م) بسبب محتواه العالي من المواد الكربونية المعقدة.