الأثر الاقتصادي لمول دبي
chenxiang
7
2025-07-29 07:21:55

الأثر الاقتصادي لمول دبي
يُمثل مول دبي رمزاً للقوة الاقتصادية التي تتمتع بها إمارة دبي، حيث يُساهم بشكلٍ مباشر في تعزيز الناتج المحلي الإجمالي من خلال جذب الاستثمارات الدولية وتوفير آلاف الفرص الوظيفية. وفقاً لتقرير صادر عن "مركز دبي للإحصاء"، فإن قطاع التجارة والتجزئة - الذي يعد المول أحد أبرز أركانه - يشكل نحو 30% من اقتصاد الإمارة. كما يُعتبر المول محوراً للشراكات العالمية، حيث يجمع بين أكثر من 1,200 متجراً تُمثل علامات تجارية من 70 دولة، مما يعكس دوره كجسر بين الأسواق الشرقية والغربية.
بالإضافة إلى ذلك، يُحفز مول دبي السياحة الداخلية والخارجية، حيث يستقطب نحو 80 مليون زائر سنوياً وفقاً لدراسة أجرتها "هيئة السياحة بدبي". هذه الأرقام تُظهر كيف تحول المول إلى محركٍ رئيسي للاقتصاد القائم على الخدمات، بدلاً من الاعتماد الكلي على النفط، وهو ما يتوافق مع رؤية الإمارات 2030 لتنويع مصادر الدخل.
التنوع الثقافي تحت سقف واحد
يُجسد مول دبي مفهوم "العالم المصغر" من خلال احتضانه لمزيجٍ فريد من الثقافات والتقاليد. فمن خلال فعالياته الموسمية مثل "مهرجان دبي للتسوق" أو المعارض الفنية الدولية، يصبح المول منصة للحوار بين الحضارات. ذكر الباحث الاجتماعي الدكتور خالد العويس في مقابلة مع "جريدة البيان" أن المول "ليس مجرد مكان للتسوق، بل مساحة لتبادل الأفكار وتعزيز التسامح"، خاصةً مع وجود زوار من 200 جنسية مختلفة يومياً.
هذا التنوع ينعكس أيضاً في التنظيم المعماري للمول، الذي يجمع بين التصميم الإسلامي التقليدي في بعض أقسامه، واللمسات العصرية في أقسام أخرى. على سبيل المثال، تُزيّن القباب الزجاجية العملاقة السقف بينما تتعانق الزخارف العربية مع الديكورات الحديثة، مما يخلق حواراً بصرياً بين التراث والحداثة.
وجهة سياحية تتجاوز مفهوم التسوق
تحوّل مول دبي من مركز تجاري إلى مدينة متكاملة تقدم تجارب متعددة الأبعاد. وفقاً لاستبيان أجرته "لجنة السياحة بدبي"، فإن 40% من الزوار يأتون خصيصاً لمشاهدة "حوض دبي المائي" - أكبر حوض أسماك معلق في العالم - بينما يُشكل "متحف دبي للذكريات" وجهةً ثقافيةً للتعريف بتاريخ الإمارة. حتى عشاق المغامرات يجدون ضالتهم في "مدينة الألعاب الداخلية" التي تضم أطول مسار انزلاقي مغلق.
هذا التكامل بين الترفيه والتعليم جعل المول مختبراً لفكرة "السياحة الذكية"، حيث تُستخدم تقنيات الواقع الافتراضي في جولات افتراضية داخل المتاحف، وفقاً لورقة بحثية نُشرت في "مجلة دراسات السياحة العربية". كما يُلاحظ أن المول أصبح جزءاً من البرامج التعليمية للمدارس، حيث تُنظم رحلات لدراسة التنوع البيولوجي في الحوض المائي أو مفاهيم الفيزياء في الألعاب التفاعلية.