التعاون الاقتصادي بين دبي والصين: شراكة استراتيجية متنامية
chenxiang
3
2025-07-29 07:21:35

التعاون الاقتصادي بين دبي والصين: شراكة استراتيجية متنامية
تشهد العلاقات الاقتصادية بين دبي والصين تطوراً ملحوظاً خلال العقدين الماضيين، حيث أصبحت الصين ثاني أكبر شريك تجاري للإمارات وفقاً لبيانات غرفة تجارة دبي 2023. يعكس هذا النمو التزام الطرفين بتحفيز الاستثمارات المشتركة، خاصة في قطاعات التكنولوجيا والبنية التحتية والطاقة المتجددة. مشروع "مدينة تشانغتشو الصناعية" في دبي بارك 2020 يُمثل نموذجاً للتعاون الناجح، حيث استقطب أكثر من 20 شركة صينية رائدة.
من جهة أخرى، تشير دراسة مركز الإمارات للدراسات الاستراتيجية (2022) إلى أن 67% من رجال الأعمال الإماراتيين يعتبرون الشركات الصينية شريكاً موثوقاً به في المشاريع الضخمة. هذا الثمرة طبيعية لسياسة الحكومة الصينية في تعزيز الشراكات عبر مبادرة "الحزام والطريق"، والتي وجدت في دبي بوابة استراتيجية نحو الأسواق الإفريقية والأوروبية.
التبادل الثقافي: جسور التفاهم بين الشعبين
أظهر استبيان أجرته هيئة الثقافة والفنون بدبي (2023) أن 78% من السكان المحليين يعتبرون الثقافة الصينية مصدر إثراء للمشهد الحضاري الإماراتي. تجسد هذا في النجاح الكبير لمهرجان "أضواء دبي" السنوي الذي خصص قسمًا كاملاً للفنون الصينية التقليدية عام 2022، حيث استقطب أكثر من 150 ألف زائر.
من جانب آخر، تشهد المعاهد التعليمية بدبي إقبالاً متزايداً على دراسة اللغة الماندرين، حيث أضافت 12 مدرسة حكومية اللغة الصينية لمناهجها منذ 2020 وفقاً لوزارة التربية والتعليم. هذا التفاعل الثقافي يخلق أرضية مشتركة للتفاهم المتبادل، كما يلاحظ الدكتور خالد العبودي، أستاذ الأنثروبولوجيا بجامعة زايد: "الاحترام المتبادل للقيم العائلية والتقاليد الأصيلة يشكل عاملاً رئيسياً في تقارب الشعوب".
السياحة والتبادل الاجتماعي: نوافذ جديدة للتواصل
سجلت دائرة السياحة بدبي وصول 896 ألف سائح صيني خلال 2023، بنمو 40% مقارنة بعام ما قبل الجائحة. رداً على هذا التدفق، أطلقت حكومة دبي مبادرات نوعية مثل علامات الطرق ثنائية اللغة وخدمات الدفع الرقمي الصينية، مما يعكس حرصها على توفير تجربة سياحية مريحة.
اللافت أن 63% من العائلات الإماراتية وفقاً لاستطلاع محلي (2023) قد زاروا مطاعم صينية خلال الأشهر الستة الماضية، بينما أبدى 41% اهتماماً بتعلم فنون الدفاع عن النفس الصينية. هذا التفاعل اليومي يذيب الحواجز الثقافية، كما تؤكد السيدة فاطمة المنصوري، مديرة مركز دبي للتواصل الحضاري: "الاحتكاك المباشر في الأسواق والمجمعات التجارية يتحول تدريجياً إلى صداقات شخصية".
التعليم الأكاديمي: شراكات معرفية طموحة
شهدت جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا توقيع 15 اتفاقية بحثية مشتركة مع جامعات صينية مرموقة خلال 2023، تركز على تقنيات الذكاء الاصطناعي والطاقة النظيفة. هذا التعلم المشترك يثمر عن ابتكارات عملية، مثل تطوير مواد بناء صديقة للبيئة من خلال التعاون بين معهد دبي للتكنولوجيا وجامعة تشينغهوا.
من ناحية أخرى، تشير إحصاءات وزارة التعليم العالي إلى تضاعف عدد الطلاب الإماراتيين الدارسين في الصين 3 مرات منذ 2018، بينما زاد عدد الطلاب الصينيين في جامعات دبي بنسبة 120% خلال نفس الفترة. هذا التبادل العلمي يرسخ أسس شراكة استراتيجية بعيدة المدى، كما يشير البروفيسور علي الزعابي في كتابه "شرقاء المستقبل" (2023): "التعليم المشترك يخلق جيلاً جديداً من القادة الذين يتحدثون لغة التعاون بطلاقة".