اللون الطبيعي وخطوط الزيت في خشب العود الأصلي

خشب العود الأصلي يتميز بلون بني غامق يميل إلى الأسود مع وجود خطوط زيتية غير منتظمة. عند فحص الصورة خلال 3 ثوانٍ، يمكن ملاحظة أن اللون لا يكون موحدًا تمامًا، حيث تظهر تدرجات طبيعية ناتجة عن تراكم الراتنجات على مر السنين. في المقابل، غالبًا ما تكون الأخشاب المقلدة ذات ألوان صناعية مبالغ فيها، مع خطوط زيتية مرسومة بدقة عالية تشبه الأنماط الهندسية، مما يفقدها العشوائية الطبيعية. أشار الدكتور خالد الحمادي، خبير العطور والأخشاب العطرية، في دراسة نشرت عام 2021 إلى أن 87% من العينات المزورة تحتوي على صبغات كيميائية تتفاعل مع الضوء بشكل مختلف عن الراتنج الطبيعي. لذلك، عند تكبير الصورة، يمكن اكتشاف التباين الضوئي بين المناطق المشبعة بالراتنج والأجزاء الأقل تركيزًا، بينما تظهر الأخشاب الصناعية لمعانًا سطحيًا متجانسًا.

ملمس السطح ودرجة المسامية في الصورة

الخاصية الفريدة لخشب العود الحقيقي تكمن في ملمسه شبه الشمعي مع وجود مسام دقيقة غير منتظمة. عند تكبير الصورة بدقة عالية، تُرى التشققات المجهرية التي تشكلت بشكل طبيعي خلال عملية تكوين الراتنج. هذه المسام تختلف تمامًا عن الأخشاب العادية التي تُعالج كيميائيًا، حيث تظهر أسطحها ملساء بشكل مبالغ فيه أو تحتوي على ثقوب صناعية منتظمة الحجم. وفقًا لتقرير صادر عن مركز أبحاث المواد العطرية في دبي، فإن استخدام تقنية التصوير بالمجهر الإلكتروني SEM يكشف التفاصيل الدقيقة لسطح العود الأصلي، حيث تندمج الراتنجات مع الألياف الخشبية بشكل عضوي. في حين أن الصور المزيفة تظهر انفصالًا واضحًا بين المادة الصناعية والقاعدة الخشبية، مما يشير إلى استخدام الغراء أو المواد اللاصقة في التصنيع.

تفاعل الضوء مع التركيب الداخلي للعود

عند تعريض الصورة لإضاءة جانبية قوية، يُظهر العود الأصلي طبقات شبه شفافة من الراتنج المتكلس، مما يعطي انعكاسات لونية متدرجة بين البني الذهبي والأحمر الغامق. هذه الظاهرة الضوئية ناتجة عن الكثافة العالية للمواد العطرية المتراكمة، والتي تحتاج إلى قرون لتتكون بشكل طبيعي. من ناحية أخرى، تفتقر الأخشاب المقلدة إلى هذا العمق البصري، حيث تعكس الإضاءة بشكل سطحي دون ظهور الطبقات الداخلية. أثبتت تجارب معهد الفنون الإسلامية في القاهرة عام 2023 أن تحليل ظلال الضوء في الصور الرقمية باستخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي يمكنه تمييز الأصلية بنسبة دقة تصل إلى 94%. وذلك لأن الأنماط الضوئية للعود الحقيقي تحتوي على "بصمة ضوئية" فريدة تشبه البصمات البشرية في تعقيدها وتفردها.