أهم العوامل المؤثرة في تصنيف أفضل أنواع العود
chenxiang
3
2025-07-29 07:21:17

أهم العوامل المؤثرة في تصنيف أفضل أنواع العود
تعتبر جودة الخشب العطري العامل الأبرز في تحديد مكانة الأنواع ضمن القائمة. تشير الدراسات التي أجراها مركز أبحاث العطور الطبيعية في دبي (2022) إلى أن خشب "الكنبودجي" الفيتنامي يحتل المرتبة الأولى بسبب كثافة راتينجه التي تصل إلى 80%، مما يضمن استمرارية الرائحة لأكثر من 8 ساعات. بينما يأتي "المنتقى الملكي" من ماليزيا في المرتبة الثانية لتميزه بطبقات عطرية متعددة تتفاعل مع حرارة الجلد بشكل متفرد.
تتفاوت المعايير حسب طريقة الاستخلاص، حيث يفضل الخبراء مثل د. خالد السعدي (خبير العطور العربية، 2023) الأنواع التي تستخرج بتقنية التقطير البخاري التقليدية على تلك المعالجة كيميائياً. تؤكد التحاليل المخبرية أن عود "الغاسول" العماني يحتفظ بـ 12 مركباً عطرياً أساسياً عند استخدام الطرق التقليدية، مقابل 7 مركبات فقط في الأنواع الحديثة.
العلاقة بين المناطق الجغرافية وتميز العود
تلعب البيئة الطبيعية دوراً محورياً في تشكيل الهوية العطرية، حيث توضح منظمة الزراعة العالمية (FAO 2021) أن أشجار العود في غابات الهندوراس المطيرة تنتج راتينجاً غنياً بمركب "السانتالول" بنسبة 34% أعلى من المناطق الجافة. هذا ما يفسر تفوق "العود الأسود" الهندوراسي في قائمة أفضل 10 أنواع لعام 2023.
من ناحية أخرى، تشتهر جزر الملوك الإندونيسية بتربتها البركانية الغنية بالمعادن، والتي تسهم في تكوين العود "المقروي" ذو النوتات البحرية المميزة. وفقاً لتقرير معهد التراث العطري (جاكرتا، 2020)، فإن الأمطار الموسمية في هذه المنطقة تساعد على تكوين قنوات راتينجية معقدة داخل الشجرة، مما يعطي العود الإندونيسي عمقاً عطرياً غير مسبوق.
التأثير الثقافي على تفضيلات أنواع العود
تتشكل الذائقة العطرية وفقاً للعادات الاجتماعية، حيث يفضل سكان الخليج العربي عموماً أنواعاً مثل "الدهن العماني" ذات النوتات الدخانية الثقيلة، بينما تميل المجتمعات الآسيوية نحو عود "الكييام" ذو الروائح الزهرية الخفيفة. دراسة أجرتها جامعة الملك سعود (2022) بينت أن 68% من المشاركين العرب يربطون رائحة العود القوية بالكرم والضيافة.
في المقابل، تشهد الأسواق الأوروبية نمواً ملحوظاً في طلب الأنواع الهجينة مثل "العود الذهبي" الذي يجمع بين خصائص العود الهندي والعربي. يرى الخبير الاقتصادي الفرنسي جان لوك دوبونت (2023) أن هذا التوجه يعكس محاولة الجمع بين التقاليد الشرقية والحداثة الغربية في عالم العطور الفاخرة.
المعايير العلمية لقياس جودة الراتينج
تعتمد المنظمات الدولية مثل IFRA على تقنيات متقدمة مثل كروماتوغرافيا الغاز لتحليل المكونات. تشير النتائج إلى أن عود "المكادي" الإماراتي يحتوي على 0.3% من مركب "الجيرماكرون-D" النادر، الذي يعطي رائحة خشبية دافئة. بينما تفوق عينات "الشيخاني" اليمني في اختبارات الثبات الحراري، حيث يحافظ على استقرار عطري حتى 45 درجة مئوية.
تستخدم شركات التصنيع الرائدة مقاييس مثل "معامل التبخر" لتحديد جودة المنتج. وفقاً لبحث نشر في مجلة كيمياء العطور (2023)، فإن العود الفيتنامي يمتلك أدنى معدل تبخر (0.02 جم/ساعة)، مما يجعله الأفضل لصناعة العطور الثمينة التي تتطلب ثباتاً طويل الأمد.